مقال بعنوان: التنشئة الاجتماعية ودورها في تكوين الفرد
التنشئة الاجتماعية هي العملية التي تشكل الفرد منذ مولده وتحوله إلى فرد اجتماعي قادر على التفاعل والإندماج بسهولة في المجتمع، لذلك حظيت التنشئة الاجتماعية باهتمام كبير في مختلف مجالات المعرفة ، وذلك لما تكتسيه عملية التنشئة الاجتماعية من أهمية قصوى في ترشيد سلوك الفرد، وتهيئته وإعداده للحياة الاجتماعية. وتحتل الأسرة باعتبارها من مؤسسات التنشئة الاجتماعية مكانة متميزة للقيام بهذه العملية التربوية لما لها من دور فعال في تشكيل شخصية الفرد، والسعي لتحقيق نوع من التوازن بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه. وهدفه واحد هو تحويل الإنسان إلى كائن اجتماعي يستطيع ضبط انفعالاته والتعبير عنها بصورة سليمة.
فالتنشئة الأسرية أو الاجتماعية هي التي تشكل نفسية الإنسان وشخصيته التي يخرج بها إلى المجتمع والتي تكون أساسية في تعامله مع الآخرين في مختلف المواقف، فهي التي تحدد شخصية الفرد التي تكون أساسها مجموعة القيم والعادات والتقاليد التي يكتسبها من هذه التنشئة التي من شأنها تكوين إنسان منفتح ومتزن في آرائه وتعامله أو إنسان منغلق على أفكاره مكبوت في التعبير عن عواطفه وميوله، وشخص آخر يميل إلى التطرف في آرائه.
كل هذه الأنواع من الشخصيات نتعامل معها في المجتمع، ففي رحلة الحياة نقابل كل أنواع البشر ونتعامل معهم العاطفي وحرية التعبير عن مشاعرنا مع الشريك وإطلاق العنان لها هي من السلوكيات التي تؤثر عليها هذه التنشئة الاجتماعية أيا كان نوعها، سواء كان تأثيرا سلبي أو إيجابي، فنحن هنا بصدد الحديث والتطرق له .
فالتنشئة الأسرية هي التي تحدد شخصية الفرد وسلوكه، تكوينه كلما كانت هذه التربية مبنية على أسس سليمة كلما خرج للمجتمع إنسان سوي خالي من العقد يستطيع أن يعيش في المجتمع بكل مافيه من تناقضات واختلافات لأنه لديه القدرة على التعبير بحرية دون كبت وعقد، ولديه الشخصية التي تؤهله للقبول والرفض لما حوله من قيم وعادات وتقاليد وسلوكيات قد لا تعبر عنه أو لا تتماشى مع ما تربى عليه من قيم وعادات بعكس الشخص الذي عاش في بيئة متزمتة مكبوته تكثر فيها الانتقادات.
أ.د مصطفى هذال خميس المجمعي