مقال بعنوان: مساعدة الاخرين كرم ونبل وفضيلة
إن الله تعالى خلقنا وزرع مع كل شخص صفات العطف والحب والرحمة والتسامح والكثير من الأخلاق الحسنة لأنها من صفات الإنسانية ولعل من ابرز هذه الصفات هي مساعدة الأخرين واعانتهم إن كانوا محتاجين لذلك ، إن مساعدة الأخرين كالنبع الذي لا ينضب ويتجدد دائما، لان تخفيف العبء عن الأشخاص من حولنا من الأمور الرائعة التي تسهل امرهم وتزيل عنهم الهم والحزن. ومن يقوم بمساعدة الأخرين يتميز عن غيره بأن لديه طيبة وإنسانية كبيرة وحيث او يقوم بعمل يزيل بعض المخاطر عن الاخرين ،حيث ينال هذا الشخص رضا الله سبحانه ويستحصل الأجر والثواب على العمل الذي قام به. وعندما نكتب عن مساعدة الأخرين فإننا نجد أنفسنا أمام الكثير من القول الذي ينبغي أن نوضحه، لما لأطراف هذه المساعدة من فوائد لذا سوف نتحدث في هذا المقال عن أشكالها وثوابها وفوائدها ومميزاتها .
فلا تقتصر مساعدة الناس على العطاء من الأموال أو المساعدات المادية بل إنها تشمل جميع أنواع المساعدات المعنوية كالمساعدة بالمجهود البدني أو المساعدة في الأفكار الذهنية أو تقديم النصح والإرشاد وغيرها من الأمور. ويمكن أن تكون المساعدة أيضاً بتقديم العلم والمعرفة ، وكما يمكن أن تكون شهادة الحق من أهم المساعدات التي تنقذ صاحبها المحتاج للحق أو تنقذ أسرته من الضياع . ومن صور المساعدة الراقية جداً هي تفقد الأشخاص الذين قد يحتاجون المساعدة أو سؤالهم عما إذا كانوا يحتاجون الى ذلك.
وتعتبر المساعدة نوع من أنواع الإحسان والفضائل التي أوصى بها الله تعالى في القرآن الكريم ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وقالوا : احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الاحسان انسانا ، فأنها من سمات الطيبون وأصحاب الخلق العظيم ولانها عبادة يجزى عليها الخير في الدنيا وفي الآخرة فقد وعد الله الذين يقدمون العون والمساعدة للآخرين بكسب الحسنات ومحو السيئات، ويستطيع الإنسان أن يساعد بقدر سعته ومقدرته ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) وعن رسولنا محمد عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة والسلام ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، لذلك فإن مساعدة الآخرين تقرب العبد من ربه شريطة أن تكون المساعدة خالصة لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته .
وبحسب بعض الدراسات التي أجريت في مسببات السعادة وجد أن مساعدة الآخرين هي إحدى أهم مسببات السعادة للفرد، فيشعر الإنسان بالسعادة بالتواجد مع الناس و بتقديم العون والمساعدة لهم ( السعيد هو من ادخل السعادة الى قلوب الاخرين )
إن هناك مزايا كثيرة تعود على الشخص المساعد للأخرين وهي ان ينال ذلك الشخص رضا الله سبحانه ويثاب ويؤجر على الفعل الطيب الذي قام به ويكتسب الفرد البركة في صحته وفي وقته وفي حياته وأولاده عندما يساعد الآخرين. كما و تقضي مساعدة الاخرين على الأنانية وحب الذات حيث يشعر الشخص بقيمته كإنسان وتزيد لديه الرغبة في فعل الخير وتنشر جو رائع من الإيجابية والتفاؤل في المجتمع بشكل عام حيث تعمل على زيادة الإقبال على فعل الخير و قد تجعل من الشخص قدوة حسنة لغيره كما تعمل على تعزيز انتماء الأجيال في المجتمع.
أ.د شفاء رشيد حسن
قسم علوم القران والتربية الاسلامية