كلية العلوم الاسلامية تقيم حلقة نقاشية حول لمحات من تاريخ التسامح عند الغرب – الهنود الحمر أنموذجا

اقام قسم العقيدة والفكر الاسلامي حلقة نقاشية إلكترونية بعنوان (لمحات من تاريخ التسامح عند الغرب – الهنود الحمر أنموذجا) ألقها الاستاذ المساعد الدكتور ( عوض جدوع أحمد ) عبر منصة (Free conference call).، وبمشاركة نخبة من أساتذة الكلية.
تضمنت الحلقة النقاشية بيان مصطلح "الآخر " من حيث تعريفه وفلسفته ومنطلقاته في الرؤية الغربية ، كون المصطلح وُلِدَ في الغرب، وكان وجوده هناك مسبوقًا بوجود مصطلح "الأنا"، لأن الغرب يرى أنه هو "الأنا" وهو مركز الكون والحضارات، وبقية العالم تُسَمَّى "الآخر"، فنشأ ذلك المصطلح كدلالة على الاستعلاء الغربي تجاه الآخرين.
حيث كان الغرب يُنظر للمخالف (الآخر) على أنه هو الشخص غير الطبيعي، أو العدو، أو الشيطان، أو البربري، أو المتوحش، أو الإرهابي، وعلى أساس هذه الرؤية، التي صنعها الغرب في مخيلته عن المخالفين له، حيث اتخذ الغرب موقفاً صارما تجاه الهنود الحمر كونهم يمثلون ( الآخر) في منظور الرؤية الغربية.
وهدفت الحلقة النقاشية إلى تسليط الضوء على عقودٍ متطاولة من العذاب وجرائم الإبادة البشرية التي تعرض لها السكان الأصليون( الهنود الحمر) على يد الغرب من خلال استعراض وثيقة تاريخية مهمة جدًا ومعاصرة للأحداث، لمؤلفها المطران (دي لاس كازاس) (ت: ١٥٦٦م)، أول راهبٍ أسباني يُعين ويرسل قسيسًا في القارة الهندية التي استعمرها الإسبان بعد سقوط غرناطة.
وخلصت المحاضرة إلى أن الممارسات الغربية المعاصرة تجاه "الآخر" تنطبق إلى حد ما مع ما هو مسطورٌ في التراث التاريخي الغربي ، ولاسيما مع شهرة الغرب بمساندة قضايا حقوق الإنسان ودفاعه عن الديمقراطية والحريات في العصر الحديث والتي يُعتقد أنها تُقيد "الغربي" من ممارسة ثُنائية "الأنا- الآخر" ، إلاّ ان الإنسان "الغربي" يُحاول جاهدًا أن يتفلت من أسرها كثيرًا؛ إما بعدم تطبيقها خارج حدود "بلاد القانون"، أو بالتلاعب بالقوانين داخل حدود "بلاد القانون"، وفي نهاية المطاف يرى "الغربي" أن هذه القوانين والحقوق هي من ابتكاره ولذا فهو صاحب المنة واليد العليا.