مقال بعنوان : من القرآن الى النصوص السومرية والتوراة
مقال بعنوان : من القرآن الى النصوص السومرية والتوراة
اذا كانت أوجه التشابه بين ما ورد في عدد أسفار العهد القديم وما تضمنته النصوص المسمارية هي إن كلا المصدرين ضما قصصاً وأخبار وأحكام مستمدة من الرسالات السماوية التوحيدية , إلا أنه طرأ على كل منهما التحريف والزيادة والنقصان في أثناء المدة التي تفصل بين تاريخ نزول تلك الرسالات وتاريخ تدوينها بالصيغة التي وصلت إليها وقت التدوين .ومن اجل إظهار التوراة بصيغة اكثر قبولاً من قبل احبار اليهود فقد اقتبسوا تفاصيل كثيرة ضمتها القصص والاساطير البابلية لاسيما عندما كانوا اسرى في بابل .
وإن هناك تشابه بين هذين المصدرين مع ما ورد في القرآن الكريم عن عدد من هذه القصص والأخبار والاحكام ,وهو امر طبيعي لآن القرآن هو كلام الله المنزل على محمد (ص) ,فهو يضم إذن ذات القصص والأخبار التي نزلت أو حدثت للأنبياء والرسل السابقين وقد جاءت في القرآن الكريم دون حذف أو تحريف أو إضافة إذ أنها دونت وقت نزول القرآن الكريم مباشرة وجمعت بعد ذلك بمدة وجيزة لذا لم تمتد إليها يد البشرية بالتحريف في حين فقد قاست القصص والأخبار والاحكام التي جاءت بها الرسالات السابقة الكثير من التحريف والزيادة عللا أيدي الكهنة والأحبار, ولاسيما السابقة للتوراة عن الأصل الذي اشتقت منه وجاءت مغلفة بلباس الشرك والتشبيه .
لذا على كل باحث أن اراد أن يدرس اياً من هذه القصص والأخبار التي وردت إليها الاشارة في القرآن الكريم أن ينطلق في دراسته من القرآن الكريم ومن ثم يبحث في مضامين النصوص المسمارية والتوراتية ويشخص ما ضمته من خطوط رئيسية , ويكون القرآن الكريم هو المصدر الأول للباحث باعتباره المصدر الوحيد الذي حافظ على القصص والأخبار كما وقعت دون تغيير , ومن ثم ينطلق لدراسة النصوص المسمارية والتوراتية مشخصاً فيها ما هو صحيح ومتفق مع ما ورد في القرآن الكريم رافضاً ما هو مضاف أو محرف فيها , ونعتقد أن النصوص المسمارية والتوراتية قد احتفظت ببقاياها أو صداها .
ومما يلفت الانتباه أن جميع البحوث والدراسات الاجنبية خلت من أية إشارة مباشرة أو غير مباشرة إلى ما ورد في القرآن الكريم من إشارات واضحة عن تلك القصص مثل قصص الخليقة والطوفان وقصة خلق الإنسان ومولد موسى (ع) وغيرها بكثير , وهذا يعود نتيجة عدم اعتقاد غالبية الأجانب بقدسية القرآن الكريم ولا يؤمنون بصحته وذا الأمر مرفوض دينياً وعلمياً إذ من الثابت لدى كل عقل أن القرآن هو كتاب الهي منزل . لذلك أصبح من واجب الباحثين والذين تهيأت لهم فرصة الدراسة وتعلموا النصوص المسمارية بلغتها السومرية والأكدية وبعد أن اطلعوا على البحوث الأجنبية ذات العلاقة وعرفوا أهدافها ومقاصدها الظاهرة والكامنة المقصودة المساهمة الفعلية في كتابة تاريخ العراق القديم ودراسة آثاره ونصوصه المسمارية وتمحيص جميع ما صدر عن هذا التاريخ ونقدها علمياً بناءاً .
م.م عمار ابراهيم صالح
قسم العقيدة والفكر الاسلامي