دور السيدة زينب (عليها السلام) في واقعة كربلاء: تجلّي البصيرة وثبات الموقف
م.م عفراء حكمت حميد
أعطى القرآنُ الكريم للمرأة دوراً مهمّاً ورئيسيّاً في الحياة سواءً الاجتماعية أو السياسيّة أو الدينيّة أو غيرها، وقد برزت عدّة نماذج من النساء خطّ التاريخُ أسماءهنّ باحرفٍ من ذهب، ومن تلك النساء عقيلة الطالبيّين سيدة بني هاشم زينب الكبرى(عليها السلام) بحيث لا يُمكن للتاريخ إلّا أن يقف عندها وقفة إجلال وإعظام لموقفها العظيم في واقعة كربلاء وإسهامها في إكمال المرحلة اللّاحقة لنهضة سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) وتبليغ المراد منها.
فإن من النماذج الخالدة في تاريخ الأمة الإسلامية، التي جسّدت الإيمان والوعي والقيادة الرسالية، شخصية السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)، تلك المرأة العظيمة التي وقفت في قلب المأساة، فكانت صانعة الموقف، ووارثة الخطاب الحسيني، وحاملة راية الحق بعد أن أُريق الدم على أرض كربلاء.
إنّ حياة السيدة زينب(عليها السلام) كانت بمثابة إعدادٍ وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة، فواقعة كربلاء تعتبر من أهمّ الأحداث التي عصفت بالأمّة الإسلامية بعد رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، فكان لها دورٌ أساسيّ ورئيسيّ في هذه النهضة العظيمة، فهي الشخصيّة الثانية بعد شخصيّة أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) إذ أكملت ذلك الدور العظيم بكلّ جدارة، وقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيّدة زينب(عليها السلام) وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القياديّة، فقد بدأ موقفُها السامي منذ أن تقدّمت نحو جسد الحسين(عليه السلام) ووضعت يديها تحت الجسد الشريف مخاطبة الباري عزّ وجلّ بقولها: ((اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان))، وكلامها هذا يدلّ على علمها بمراد الله وأنّ ذلك في سبيله، ممّا ساعد على تماسكها وصبرها فلم تستسلمْ لأهوال المصائب..
اما عن أدوارها القيادية :
أولًا: السياق التاريخي والديني لدور السيدة زينب (عليها السلام):
وُلدت السيدة زينب في بيت النبوة، ونهلت من علوم أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) وأمها الزهراء (عليها السلام).
وهي (عليها السلام) نشأت على قيم الإسلام الأصيل، فتشكّلت لديها شخصية متميزة بالعلم والوعي والبصيرة. ولم يكن وجودها في كربلاء طارئًا، بل امتدادًا طبيعيًا لدورها التربوي والسياسي والاجتماعي.
ثانيًا: تجلّي البصيرة في خطاب زينب (عليها السلام):
أظهرت السيدة زينب (عليها السلام) أرقى مراتب البصيرة في تعاملها مع الموقف، بدءًا من لحظة دخول كربلاء، ومرورًا بفقدان أحبّتها، وانتهاءً بخطاباتها التي زلزلت عروش الظالمين. فدورها الجهادي لم يكن بالسلاح، بل بالكلمة، مأساة زينب (عليها السلام) ومَن معها -رغم المصاب- تركتها جانباً، والآن عليها أن تقف وقفة عزّ أمام صفحات التاريخ التي لا ترحم الضعفاء، بالرغم من المصائب، كانت قويّة وصلبة وثابتة وحازمة.. فهي متسلحة بسلاح لا يمكن لأحد أن يملكه، سلاحها إيمانها بالله القدير، إيمانها بصدق دعوتها.
ومن خطابها التاريخي قالت : “فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا…”، وهي كلمات تعكس ثبات العقيدة وعمق الوعي بأن المعركة لم تكن جسدية فقط، بل معركة فكر وموقف .
ثالثًا: ثبات الموقف في مواجهة المحنة:
لم تضعف السيدة زينب (عليها السلام) أمام فواجع كربلاء، بل واجهت الأسر والسبي وفقدان العائلة بثبات يُعبّر عن يقين تامّ بعدالة الموقف الذي اختاره الإمام الحسين (عليها السلام) وكان صمودها في مسيرة السبي أداة نقلت الثورة من ميدان الدم إلى ميدان الكلمة، فحفظت بذلك أهداف النهضة من الاندثار.
رابعًا: البعد الإعلامي والسياسي لدورها: حيث
أدّت السيدة زينب (عليها السلام) دورًا إعلاميًا محوريًا عبر خطبها وكلماتها في الكوفة والشام، حيث حمّلت الناس مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية تجاه ما حدث. فخطاباتها لم تكن مجرد ردود فعل عاطفية، بل رسائل سياسية واعية أعادت صياغة الوعي الجمعي للأمة.
ومما مضى نقول ان السيدة زينب (عليها السلام) بحقّ صوت كربلاء وعقلها وروحها، وهي جسّدت في أقوالها وأفعالها المعنى العميق للبصيرة والثبات، وأسست لخطاب نسويّ واعٍ في صدر الإسلام ارتبط بالمسؤولية والدفاع عن المبادئ لا بالمظلومية فقط. ولا يزال هذا الدور مصدر إلهام لكل الأجيال الساعية إلى الإصلاح والعدالة، ليثبت أن النهضة لا تكتمل إلا بركنها النسائي الصلب.
فلولا هذه الأدوار المبارك الذي قامت به العقيلة زينب(عليها السلام) لما وصلت نهضةُ الإمام الحسين(عليه السلام) الى مرادها ومبتغاها ولم تتعدّ حدودها، وبذلك بثّت الروح للإسلام فكانت(عليها السلام) عَلَماً من أعلام الطفّ، ونتيجةً لذلك أصبحت النهضة الحسينيّة نبراساً لكلّ الأحرار ومشعلاً لمن يريد أن يستنير بها ويسير في خطىً واثقة نحو السموّ والرفعة، فكانت (سلام الله عليها) هي الضياء الدالّ والمبيّن لمبادئ النهضة الحسينية…
وهنا سنتكلم عن تجلي بصيرتها وثبات موقفها من خلال النقاط الآتية:
أولًا: السياق التاريخي والديني لدور السيدة زينب (عليها السلام):
وُلدت السيدة زينب في بيت النبوة، ونهلت من علوم أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) وأمها الزهراء (عليها السلام).
وهي (عليها السلام) نشأت على قيم الإسلام الأصيل، فتشكّلت لديها شخصية متميزة بالعلم والوعي والبصيرة. ولم يكن وجودها في كربلاء طارئًا، بل امتدادًا طبيعيًا لدورها التربوي والسياسي والاجتماعي.
ثانيًا: تجلّي البصيرة في خطاب زينب (عليها السلام):
أظهرت السيدة زينب (عليها السلام) أرقى مراتب البصيرة في تعاملها مع الموقف، بدءًا من لحظة دخول كربلاء، ومرورًا بفقدان أحبّتها، وانتهاءً بخطاباتها التي زلزلت عروش الظالمين. ومن خطابها التاريخي قالت : “فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا…”، وهي كلمات تعكس ثبات العقيدة وعمق الوعي بأن المعركة لم تكن جسدية فقط، بل معركة فكر وموقف وهوية.
ثالثًا: ثبات الموقف في مواجهة المحنة:
لم تضعف السيدة زينب (عليها السلام) أمام فواجع كربلاء، بل واجهت الأسر والسبي وفقدان العائلة بثبات يُعبّر عن يقين تامّ بعدالة الموقف الذي اختاره الإمام الحسين (عليها السلام) وكان صمودها في مسيرة السبي أداة نقلت الثورة من ميدان الدم إلى ميدان الكلمة، فحفظت بذلك أهداف النهضة من الاندثار.
رابعًا: البعد الإعلامي والسياسي لدورها:
أدّت السيدة زينب (عليها السلام) دورًا إعلاميًا محوريًا عبر خطبها وكلماتها في الكوفة والشام، حيث حمّلت الناس مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية تجاه ما حدث. فخطاباتها لم تكن مجرد ردود فعل عاطفية، بل رسائل سياسية واعية أعادت صياغة الوعي الجمعي للأمة.
ومما مضى نقول ان السيدة زينب (عليها السلام) بحقّ صوت كربلاء وعقلها وروحها، وهي جسّدت في أقوالها وأفعالها المعنى العميق للبصيرة والثبات، وأسست لخطاب نسويّ واعٍ في صدر الإسلام ارتبط بالمسؤولية والدفاع عن المبادئ لا بالمظلومية فقط. ولا يزال هذا الدور مصدر إلهام لكل الأجيال الساعية إلى الإصلاح والعدالة، ليثبت أن النهضة لا تكتمل إلا بركنها النسائي الصلب.
