الامام الحسين (عليه السلام) رمز التضحية والفداء
بقلم الاستاذ الدكتور علي قاسم زيدان المهداوي
نعم يعتبر الإمام الحسين (عليه السلام) رمزًا للتضحية والفداء وفي تاريخنا الإسلامي قصة استشهاده في معركة كربلاء تُعدّ تجسيدًا للتضحية بالنفس والمال والأهل في سبيل إظهار الحق والعدل ومبادئ الدين.
كلما تذكرنا مصاب سيد الشهداء في هذه الايام يجسد التاريخ المضيء بالتضحية والفداء لموقفه تجاه الامة، ولا بد أن نتذكر من خلال دراسة سيرة والده الامام علي (عليه السلام) الذي يعتبر الفدائي الاول في الاسلام الذي فدى نفسه فداءً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة الهجرة، الفداء بالنفس، وهو تقديم النفس من اجل الحفاظ على ما هو أغلى منها كالدِّين والمبادئ التي جاء بها.
ولتبقى ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة حيةً عطرةً ومنارةً تضيء دروب الفضيلة والتضحية والعدل، فقد سطر بثورته واستشهاده أروع ملحمة تاريخية بطولية عرفها التاريخ لتكون شعلة تنير طريقنا وتمدنا بأسباب القوة والصدق والعزيمة على تحقيق الأهداف السامية التي خطها الامام بدمائه الطاهرة على ارض كربلاء، ويبقى الإمام الحسين (عليه السلام) رمزًا للبطولة والفداء وذكرى تتجلى فيها كل القيم والمعاني الإنسانية التي يحتاجها كل إنسان في كل زمان ومكان.
ويبقى الامام الحسين (عليه السلام) منهج ورمز يشار له بالبنان بالضحية والفداء من اجل قضية باقية بقاء الحق والعدل.
الحسين (عليه السلام) لا يعني اسم شخص خرج على الظلم والطغيان فقط بل الحسين رمز عميق الدلالة رمز للحرية والكرامة رمز للبطولة ورفعة كلمة الحق رمز للإنسانية والأمل رمز لكل قيم السماء التي جاء بها الاسلام، ولم تكن ثورته صراعاً بين قوى الخير وقوى الشر فقط بل هي في الواقع صراع بين القيم الإنسانية العليا وبين رواسب الظلم والطغيان المنحط.
ختاما تبقى صرخة الامام الحسين (عليه السلام) رمزا للانطلاقة الحقيقية ضد كل مسميات الظلم والطغيان وانطلاقة واضحة المعالم للتضحية والفداء من اجل الحق والعدل.
