مقال بعنوان: الوقت واهميته في حياة الانسان
لهذا العنوان الصغير أطراف كثيرة وكبيرة من المعاني والمواضيع تتجاذب الكلام فيها فللزمن قيمة عن الفلاسفة غير قيمته عند التجار، وغيرها عند الزراع، وغيرها عند الصناع، وغيرها عند العسكريين، وغيرها عند السياسيين، وغيرها عند الشباب، وغيرها عند الشيوخ، وغيرها عند طلبة العلم وأهل العلم ، وأخص بمقالتي هذه (الوقت وأهميته في حياة الإنسان) عند طلبة العلم وأهل العلم خاصة والمجتمع بصورة عامة.
فالوقت نعمتنا الثمينة يقول الفقيه يحيى بن هبيرة:، والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع الوقت هو من أثمن ما نملك في حياتنا، بل هو أغلى ما يجب على الإنسان أن يحافظ عليه، ويستفيد منه دون تبديد أو إضاعة، فالوقت من النعم العظيمة التي تُعادل أو تساوي نعمة الصحة، حيث يقول رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس، الصحة والفراغ)، وهناك كثير من الادلة القرآنية على أهمية الوقت، فهو منحة ونعمة ربانية سيحاسب الإنسان عليها يوم القيامة، سواء استغلها في الطاعات، أو في المنكرات، وسواء شعر بقيمة هذه النعمة، أو أنه أهملها، فضيع وقته في النوم والجلوس وفعل الأمور المنكرة.
ومن خصائص الوقت التي توجب علينا التنبُّه لاستغلاله بطريقة صحيحة أنّه سريع الانقضاء، فلا يحتمل الندم، ولا يعود إذا انقضى، ولا يُعوَّض إذا انتهى، والوقت غالٍ وثمين؛ فلا يُباع ولا يُشترى، ولا يُستعار، بل يُستمثر ليشعر الإنسان بسعادة الإنجاز، وتحقيق الأهداف والفوز بالنجاح. والوقت أساس الراحة والسعادة، فباستغلاله يُطوِّر الإنسان من ذاته، ويتصل بمجتمعه فيتعلم مهارات جديدة تُحسن من حياته الاجتماعية والوظيفية والتعليمية، ويعتني بنفسه وجسده؛ بممارسة النشاطات الرياضية المنتظمة.
إن الوقت هو سلعة الإنسان الثمينة، فإذا استغله في الأمور المحببة والإيجابية، تمكّن من تحقيق كل ما ظنّ أنه لن يحققه في حياته، فهو أغلى من المال، وأغلى من كل أمور مادية قد نملكها، لذا علينا أن نمسك الوقت في قبضة أيدينا، فلنستغله استغلالًا تامًا يجعلنا بعد سنوات ننظر إلى الوراء، فنكون راضين عن كل ثانية وكل دقيقة قد أمضيناها من حياتنا.
ختاماَ انصح طلابنا الاعزاء باستثمار الوقت ولاسيما نحن مقبلون على نهاية الكورس الثاني والاستعداد للامتحانات النهائية سائلين الله لكم التوفيق والنجاح الدائم في مسيرة حياتكم العلمية والاجتماعية .