مقال بعنوان : لماذا الكذب ينافي الايمان
مقال بعنوان : لماذا الكذب ينافي الايمان
الكذب في اللغة من: كذب يكذب وهو نقيض الصّدق، وهو الإخبار بالشّيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدا أم خطأ، والكذب يكون في الأقوال والأفعال، وحكم الكذب في الاسلام التحريم، ويجدر بنا الترهيب منه بكل صوره، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" متفق عليه، وكل هذه الادلة المباركة تدل على أن الكذب ينافي الايمان، ولشدة خطر الكذب وقبحه وان له أثر سيئا في حياة الانسان السوي ولا يجتمع الايمان والكذب ولا يتفقان باي صورة، لان الايمان اساسه الصدق؛ والنفاق اساسه الكذب، والكذب مجمع الرذائل ورأس جميع المفاسد التي حرمتها الشريعة الاسلامية، ويعتبر الكاذب أشدُ ضررا على المجتمع، واليوم ومع الاسف الشديد سادت ظاهرة منتشرة جدير بنا أن نتقدها وتعتبر من الامراض المزمنة الفتاكة التي لا يرجى منها أي اصلاح أو خير ألا وهي السخرية وإضحاك الناس بالكذب، وإن كان هذا من باب النكتة والملاطفة أو المزاح المحرم، ويعتقد بعض الناس ومن يروج لهذه الافعال المشينة انه لهٌ مباح وحجتهم ترويح للقلوب وبزعمهم انه طرد للحقد والضغينة ونشر للحب والفكاهة، ونرد على هذا الزعم إنه قول وفعل محرم شرعا والاسلام اباح واجاز اللهو البريء والترويح عن القلوب بشرط ان يكون القول والفعل صادق وغير مبالغ في المزاح وما شابه ذلك، ولا يعتبر هذا الحكم الشرعي هو تشدد وبعيد عن كل روح المزاح والفكاهة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولكن هذا المزاح لا يكون الا بالصدق قولا وفعلا، وأخيرا اقول إن الكذب لا ينفع الكاذب ولا المجتمع، ولكنه بقوله وفعله ضرر على نفسه والمجتمع.
أ.د علي قاسم زيدان
قسم العقيدة والفكر الاسلامي