مقال بعنوان: دور المؤسسات التربوية والجامعية في تنمية مفهوم الحوار
دور المؤسسات التربوية والجامعية في تنمية مفهوم الحوار
من ينظر إلى التراث الإسلامي يعلم أن قضية الحوار قضية قديمة وفيها نصائح ثمينة أملتها تجارب متنوعة، لكنها تظل شذرات متفرقة وعبارات وجيزة منتشرة في هذا التراث، فالحوار في المصطلحات التي انتشرت في الآونة الأخيرة وأصبح الكل ينادي بالحوار ويدعوا إلى منهجه عن طريقه سواءً كان حقاً أو باطلاً، والتقدم والتطور السريع الذي حصل في عالمنا في شتى المجالات ومنها الاتصال ، ساهم في جعل العالم قرية صغيرة ، بل يرى البعض انه اصبح غرفة صغيرة، وهذا كله يساهم في حصول تقارب بين الشعوب، ولكي نستفيد من هذا الانفتاح الحضاري لا بد من وجود تفاهم وتقارب وهذا لا يحصل الا بالحوار ، لذا بدأ الكل يتحدث عن أهمية الحوار من اجل المساهمة في حل المشكلات التي تعاني منها المجتمعات على اختلاف حضاراتهم وتقدمهم ، ونرى امتنا الاسلامية اليوم تمر بسلسلة من الخيبات والانحرافات الفكرية ،وتكالب الاعداء عليها كل له غاية في هذه الامة ، فمنهم الطامع ومنهم من يرغب بتغير افكارها وتغريبها ، لذا ظهرت كثير من الافكار التي تدعو الى الحوار تحت مسميات كثيرة، منها الحوار الثقافي او الحوار الديني ، الحوار الحضاري وغيرها من المسميات ، وكل هؤلاء يدعون على الاسلام ظلما وجورا ، وكل أولئك يرون ان الاسلام يدعو الى العنف وايمانه به ولا ايمان له بالحوار ، ويدعون ان المسلمين لا يعرفون معنى الحوار وآدابه، بل الحقيقة ان الاسلام دعا الى الحوار لا بين المسلمين فقط ، بل دعا الى الحوار مع الغير وهناك امثلة كثيرة يزخر بها التاريخ الاسلامي ، لذا نحن نعيش في عصر لا يمكن الانغلاق عن النفس، لان هناك مؤثرات خارجية لا يمكن الابتعاد عنها لذا لابد من التحصن بأخلاق الحوار وادبه وزرع تلك الآداب من خلال الاسرة والمدرسة والجامعة والاعلام ، حتى نكون حصنا منيعا لمواجهة الافكار الدخيلة على مجتمعاتنا.
م. مثنى حميد شهاب
قسم الشريعة