صدور كتاب في كلية العلوم الاسلامية حول مباحث في بلاغة القرآن
صدر كتاب للاستاذ المساعد (صباح محمد حسين) التدريسي في كلية العلوم الاسلامية قسم الشريعة بعنوان (مباحث في بلاغة القرآن ) الهدف من الكتاب هو رفد مكتبة الدراسات القرآنية بدراسات تخصصية في بلاغة القرآن وكذلك يمثل خطوة في بيان الاعجاز البلاغي للنص القرآني ، وهو يفتح الباب لدراسات جديدة في مجال الدرس البلاغي، كذلك يهدف الكتاب الى فهم النص القرآني وادراك مكامن معاني ودلالات المفردة القرآنية . بين الكاتب محاولة في اثبات ان بلاغة القران تعد من ابواب الدراسة التي تتصدر مجال الدراسات البلاغية وذلك ايمانا من الباحثين بان النص القرآني يمثل الذروة في البيان وايصال المعنى المطلوب، فضلاً عن معاني تتجدد حسبما يحتاجه المقام من معنى .
تضمن الكتاب ثلاثة مباحث في بلاغة النص القراني:
المبحث الاول: في بلاغة الاضراب في القرآن حيث رأيت انه تتعدد المعاني التي يؤسمها اسلوب الاضراب بوساطة النص القراني ، والتي تبعث في نفس السامع اثراً ، يجعله في حالة انجذاب نحو النص ؛ لأنه يحاول ان يجعل السامع يعيش في جو من التجاذب بين المعاني ليختار ما يناسب المقام حيث يبدي معنى معين ثم يضرب عنه مبطلا له ابطالا تاما وبذلك يجعل المتلقي يعيش صورتين ومشهدين احدهما هو يكون في الضد في المعنى الى معنى جديد هو المعنى المطلوب ولكن الحالة هنا تغاير الابطال الى انتقال من صورة الى اخرى.
اما المبحث الثاني: والذي يخص بلاغة تعاور حروف الجر في القران فالألفاظ والمفردات تتعاور فيحل بعضها محل بعض ، وفي ذلك يكون لمعنى الالفاظ المتعاورة صورة بلاغية جميلة ، وقد حفل القرآن الكريم بنماذج من صور التعاور في الالفاظ واشار لها جملة من علمائنا المعصرين في كثير من دراساتهم القرآنية ، وتعاور الحروف هو صورة من التعاور الوارد في القران ، والتعاور بكل صوره يوفر لنا صورا متعددة للفظ الواحد فيأتي حرف الجر وهو يحمل بين طياته معنى اخر يستعيره ليكون له صورتين صورته اللفظية التي جاء بها وصورته المعنى التي ارادها النص التي تتضح من خلال سياق النص وبذلك يتسع افق النص وفي ذلك صورة من صور اعجاز النص القرآني .
اما المبحث الثالث: فيشمل صورة من صور التناسق الفني في لوحة رسمها النص القرآني بجمال تعبيره ، فقد سعت الدراسات الحديثة إلى استقصاء البحث في بيان اثر السياق في دلالة النص وقد شغل هذا الموضوع حيزا كبيرا من الدراسات القرآنية إذ إن القرآن يمثل بما فيه من أساليب وصور وسياقات أنموذج يمكن أن يكون مادة دراسية يستفاد منها الباحث كذلك تسير بالدرس الدلالي نحو الأمام قاطعة شوطا كبيرا يصعب قطعه في غيرها من النصوص لذا اخترت سورة المعارج التي لم أجد من بحث فيها في هذا المجال وقد دارت هذه الدراسة بين الوجوه البلاغية في آيات سورة المعارج و التناسق الفني بين الآيات ومناسبات السورة اذ ثمة تناسق بين التراكيب والمعنى المراد وتناسق بين المفردة والصورة العامة للنص التي بامتزاجها رسمت لنا صورة فنية مترامية المعاني تبث الروح فيه لتعطيه بعدا زمنيا يكون فيه النص صالح لكل زمان وقد رأيت ان للدلالات السياقية أثرها على المعنى بين بداية الآية والفاصلة التي تعد من روائع الصور التي جاء بها النص القرآني فالتناسق قائم بين معنى النص ودلالة الفاصلة في نهاية كل مقطع عندها تكتمل اللوحة القرآنية التي اراد النص يبينها لأجيال مضت ولنا وللأجيال.