قسم الشريعة ينظم ندوة علمية بعنوان (وطني بيتي اعمل لخدمته)

برعاية الأستاذ الدكتور( إيمان جليل إبراهيم ) عميد كلية العلوم الإسلامية نظم قسم الشريعة ندوة علمية بعنوان (وطني بيتي اعمل لخدمته) حاضر الندوة أ.م.د (أسد محمد أسد ) بين اهمية حب الوطن والانتماء له جزءا من العقيدة وجعل الدفاع عن تراب الوطن واجباً مقدساً، وتحمل لنا السيرة النبوية الشريفة مثالا رائعاً يجسد مكانة الأوطان في الإسلام وذلك عندما خرج الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهاجراً من مكة المكرمة الى المدينة المنورة بكى صلى الله عليه وسلم ونظر الى مكة نظرة حزينة وقال كلمته المشهورة “والله إنك لأحب بلاد الله الى الله وأحب بلاد الله الى نفسي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت” فالرسول صلى الله عليه وسلم خرج مكرها وذهب للمدينة ليبلغ الرسالة ومع ذلك ظل قلبه يتجه نحو مكة التي ولد وعاش فيها ولم يطمئن قلبه صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليه قول الله تعالى (“إن الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد) . الهدف من الندوة هو إعداد مواطنين صالحين متمسكن بعقيدتهم الإسلامية الصحيحة وغرْس حبِّ الوطن في نفوس الشباب ليزدادوا اعتزازًا به مع العمل من أجل تقدُّمه وإعلاء شأنه
واهم محاور الندوة
المحور الاول هو غرس روح التسامح والمحبة بين الشباب.
ويؤكد أن الانتماء الى الوطن أو للإسلام ليس مجرد شعارات ولا عبارات شكلية، وإنما هو مسؤولية، فمن ادعى انتماءه وحبه لوطنه فعليه أن يقدم له الخير ويسعى للعمل على استقراره ويتعاون مع أفراده، أيا كان دينهم طالما ليسوا معادين أو محاربين للإسلام
المحور الثاني هو الابتعاد عن روح التعصب وتنمية الاخوه والتفاهم.
وينبغي أن نفرق بين الانتماءات الصادقة سواء للدين أو للوطن، والأخرى الكاذبة، ويشير العلماء الى أن التعصب من أبرز ملامح الانتماء الكاذب، سواء الى جنس أو لون وأرض أو وطن، موضحاً أن هناك من يدعون أن من لا يتعصب لجنسه أو عرقه أو وطنه فهو الخائن، على الرغم من حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن يذوب التعصب من أجل جنس أو لون فقال:” أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب، ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى”
المحور الثالث هو بيان دور المرجعيات والمؤسسات الدينية في المجتمع.
ونشير هنا الى أهمية دور المؤسسات الدينية في بث روح الانتماء باعتباره المرجعية للأمة الإسلامية، محذرا من أن تراجع دور مؤسساتنا الدينية أعطى الفرصة لوجود قوى تطعن في الإسلام مستخدمة شتى الوسائل الإعلامية والدعائية، كما ساعد هذا التراجع على ظهور وانتشار تلك الجماعات المتطرفة التي تدعي أنها تصلح ما هو موجود من فساد في المجتمع، وتعتبر مبررها هو العودة الى السلف الصالح وقوة الإسلام الأولى، فإذا أردنا أن ننزع البساط من تحت أقدام هؤلاء العابثين المجرمين في حق الوطن والانسانيه فعلينا إعلان هدفنا والانتماء اليه والبدء في تحقيقه و لايجوز لمسلم أن يخون وطنه أو يبيعه مهما كان الثمن، كما لا يجوز الاعتداء على الوطن والنيل من مقدراته والعبث بممتلكاته، مهما لقي الإنسان من ظلم وقهر، لأن الظلم يكون من إنسان مثله وليس من الوطن، فالأوطان لا تستحق من أصحابها ما نراه اليوم من عبث وتخريب وتدمير مهما رفع المعتدون من شعارات إصلاحية، فكيف يبدأ الإصلاح بالإفساد في الأرض وتدمير الأوطان.وقد حضر الندوة السيد معاون العميد للشؤون العلمية والسادة رؤساء الأقسام وتدريسي الكلية وطلبتنا الأعزاء