أبا الفضل العباس (عليه السلام) قمر بني هاشم ورمز لكل الفضائل
اعداد : م . د . غفران حسين ابراهيم
إن شخصية الامام العباس (عليه السلام) من ابرز الشخصيات الإسلامية التي جُمِعَت فيها معاني البطولة، والإباء، والإخلاص، والشجاعة، والوفاء، وهو رائد الكرامة والفداء في الانسانية والاسلام، كيف لا وهو ابن امير المؤمنين علي بن ابي طالب، سيف الحق وسليل المجد (عليهما السلام) وهو من قبيلة بني هاشم التي تُعد من أرفع القبائل العربية شرفاً وكرامة.
والإمام العباس (عليه السلام) عُرف بين إخوته وأهل بيته بشجاعته ووفائه، وكان سنداً قوياً للإسلام ولآلِ البيت وأخيه الامام حسين (عليه السلام) في أصعب المواقف.
ويُعد ابا الفضل العباس (عليه السلام) عنواناً ونموذجاً فريداً في الإخلاص والتفاني، فقد أظهر أسمى معاني الولاء لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في معركة كربلاء رغم معاناته من الجراح والإرهاق، كان دائماً عند العهد، ولم يتوانَ عن تقديم كل ما يملك من قوة وعزم في سبيل الله وحماية أهل بيته وأصحابه.
تميز الامام أبا الفضل العباس (عليه السلام) بشجاعته الفائقة التي خلدها التاريخ، حيث خاض المعارك دون خوف أو تردد، محافظاً على كرامة عشيرته ومبادئه. لقد كان الدرع الحصين للإمام الحسين (عليه السلام) وحامل لوائه في ميدان القتال في معركة كربلاء، ومدافعاً عنه بكل ما أوتي من قوة، ما جعله مثلاً أعلى في العزيمة والإقدام.
ومن الاوصاف التي وُصف بها “قمر بني هاشم” ليس فقط لجماله الظاهر، بل لأنّه كان بمثابة النور الساطع والضياء الذي يُهدِي أهل بيته وأصحابه في أحلك الظروف. كان حضوره ومواقفه سبباً في رفع معنويات المؤمنين، وصنع أملاً في نفوس المظلومين.
القدوة في الفضائل الإنسانية
تجسد في شخصية سيدنا الامام العباس (عليه السلام) دنيا من الفضائل والمآثر فما من صفة كريمة أو نزعة رفيعة إلا وهي من صفاته التي يجب أن يُقتدى بها، منها: الصبر على المصائب، والوفاء بالعهد، والإيثار على النفس، والشجاعة في الحق، والتمسك بالمبادئ والأخلاق، الإباء والغيرة وصلابة الايمان وقوة الارادة والرأفة والرحمة. لم يكن مجرد فارس في ميادين القتال، بل كان نموذجاً إنسانياً يشع بالنبل والتضحية.
وختاماً، ان الإمام العباس (عليه السلام) علامة مضيئة في تاريخ الإسلام، ورمزاً خالداً لكل الفضائل الإنسانية. تذكره الأجيال على أنه القمر الساطع الذي أضاء دروب الحق والعدل البطل العلقمي الاخ المواسي لأخيه الحسين وكافل الحوراء زينب (عليهما السلام)، وقدم أسمى معاني الوفاء والإخلاص في سبيل الحق. يبقى اسمه محفوراً في ذاكرة البشرية كرمز للبطولة والفداء، ودرساً يُحتذى به في كل زمان ومكان وأقام صروح الحق في دنيا العرب والاسلام وشيد مجداً شامخا بنصرة أخيه سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه وعلى الامام ابا الفضل العباس وعلى آل بيت النبوة أفضل الصلاة والسلام.
