كلية العلوم الاسلامية تقيم ندوة حول التثنية ودلالاتها البلاغية في القرآن الكريم
اقام قسم العقيدة والفكر الاسلامي في كليك العلوم الإسلامية جامعة ديالى ندوة علمية بعنوان (التثنية ودلالاتها البلاغية في القرآن الكريم قدّمها المدرس المساعد أبوذر سلمان شطب، تناول فيها الأثر اللغوي والبلاغي للتثنية في اللغة العربية وخصوصًا في السياق القرآني.
الهدف من الندوة تسليط الضوء على ظاهرة التثنية في اللغة العربية وبيان أبعادها البلاغية والدلالية، مع التركيز على توظيفها في القرآن الكريم، وبيان كيف تُسهم هذه الظاهرة في الإعجاز البياني للنص القرآني، وذلك من خلال تحليل الأمثلة النصية وربطها بالسياق اللغوي والثقافي العربي
استهلّ المُحاضر حديثه بتعريف التثنية من الناحية اللغوية، موضحًا أنها جاءت من الفعل “ثنى” أي جعل الشيء اثنين، وهو ضمّ اسم إلى آخر مماثل له. وبيّن أن التثنية في اللغة العربية تحمل أبعادًا نحوية وبلاغية ودلالية، وتُعبّر عن المفاهيم المتعددة سواء في الاستخدام اليومي أو في النصوص الأدبية والدينية.
وسلطت الندوة الضوء على الخصوصية التي تحملها التثنية في الذاكرة الجمعية للعرب، مستشهدًا بأمثلة من الحياة اليومية والعبادات الإسلامية مثل الركعتين والعيدين ويوم الاثنين ومقتطفات من الشعر العربي القديم، ومنها بيت أبي صخر الهذلي الذي يقول فيه (أرائحٌ يوم اثنين أم غادِ
ولم تُسلّم على ريحانة الوادي)
كما ناقشت الندوة الفرق بين التثنية والمثنى من وجهة نظر النحويين، موضحة أن التثنية ليست محصورة بالقواعد النحوية فقط، بل تتسع لتشمل دلالات بلاغية وأسلوبية، تظهر في حذف أحد اللفظين عند التكرار، أو في اللجوء إلى العطف عند اختلافهما، مما يمنح اللغة اختزالًا وثراءً تعبيريًا.
توصلت الندوة
الى أن التثنية في اللغة تُفهم وفق بعدين البعد الحقيقي، حيث تكون مطابقة لمقتضى الحال ًالبعد المجازي، الذي يتطلب تأملًا وتفكرًا ويتجاوز الدلالة الظاهرة وأن التثنية تمثل صورة من صور الإعجاز القرآني، إذ تتكامل مع النسيج اللغوي للنص، ولا يمكن تعويضها دون الإخلال بالمعنى أو البلاغة.


