مقال بعنوان: الشخصية السوية في ضوء القران الكريم والسنة النبوية
إن صيانة مقاصد الشريعة الأساسية تتطلب حماية دائمة لها في المجتمع لأن الأخلاق السائدة تأثيرا كبيرا على الأشخاص وتنعكس وانعكاسا مباشرا على السلوك والتصرفات ‘ فعلينا أن ندقق النظر ونتامل آيات القرآن الكريم وما بها من وصايا وآداب وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم وما مر به من معتركات الحياة واضطراباتها التي يمكن من خلالها صوغ الشخصية السوية المسلمة والتي تكون كما قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) فيستحقون القوامة على العالمين وذلك بفضل الثناء منه سبحانه. وعلى هذا يمكن تعريف الشخصية السوية في المنظور الاسلامي بأنها: مجموعة من الصفات و الطباع الموجودة في كيان الشخص باستمرار . أما مفهوم الشخصية السوية في منظور ( مفهوم) علم النفس: فهي الشخصية القادرة على إحترام الذات و إحترام الآخرين من خلال إقامة العلاقات الودية مع الناس والسعي نحو الخير. هذا وإن من أهم أسباب ضعف الشخصية السوية في المنظور الاسلامي هو ضعف البدايات وعدم بناء الشخصية المسلمة على أسس قوية موصلة مما يجعلها هزيلة وغير متمكنة كما أن تربية الفرد على السلبية وانتظار التكاليف يصبح مقلدا وهذا ما نهى عنه صل الله عليه وسلم حيث قال ( لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم : إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا فلا تظلموا ) وبهذا يدعوا الاسلام إلى الاستقلال والاعتماد على النفس والى حرية التفكير والابتعاد عن الفشل والتردد وعدم الثقة بالنفس والإحباط ويمكن بناء هذه الشخصية السوية والتوازن بين الصفات الإيجابية و السلبية وذلك بالامتثال لقوله تعالى ( وابتغ في ما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض) وكذلك عملا بقوله عليه افضل الصلاة والسلام ( بادروا بالأعمال سبعاً : ما تنظرون الا فقرأ منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفرطا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو المسيح فشرا منتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر ) فالتفاعل مع الواقع الذي تعيشه أمتنا الآن يحتاج إلى الشخصية المسلمة السوية آلتي لا تعرف الوهن ولا الإحباط فضلاً عن اعتزازها باسلامهاو كيانها قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول بعد ما تبين له الهدى ويبتغ غير سبيل المسلمين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )