مقال بعنوان: الاسلام كبديل
هذا العنوان بما يحمله من دلالات كبيرة يشكل فحوى مشروع عظيم تتجلى فيه ارادة نهضة على المستوى الثقافي تنتشل الامة من واقعها المتردي الى ركب الحضارة والعطاء والريادة . لقد كانت هذه الامنية ان صح التعبير هي الفكرة الرائدة في فكر مراد هوفمان، فمن هو مراد هوفمان؟ انه ببساطة الدبلوماسي الالماني ويلفريد هوفمان الذي ولد في (6 يوليو 1931 في أشافنبورغ –وتوفي في 13 يناير 2020 في بون)، كان محامياً ودبلوماسياً وكاتباً ألمانياً. اعتنق هوفمان الإسلام عام 1980، واِعْتَمَرَ منذ عام 1982 سبع مرات وأدى فريضة الحج مرتين (1992 و 2003). وألقى منذ عام 1994 الكثير من المحاضرات في أوروبا الغربية والولايات المتحدة والعالم الإسلامي. كما كان عضواً كامل العضوية في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمان، ومستشاراً وعضواً فخرياً في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وعضواً في المجلس الشرعي لمصرف البوسنة الدولي في سراييفو. من 1994 إلى 2008 ألقى حوالي 350 محاضرة حول مواضيع إسلامية في 31 دولة. في عام 2008 أُختير من قراء المجلة الإسلامية كأهم شخصية مسلمة في ألمانيا في عام 2009 سُمي «شخصية العام الإسلامية» في دبي. في أعوام 2009 و 2010 و 2011 و 2017 تم إدراجه في قائمة أهم 500 شخصية مسلمة في العالم من قبل مركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون ومركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية في الأردن.
من أسباب تحوله إلى الإسلام: ما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية،من حب المسلمين لعقيدتهم وتفانيهم من اجلها وتضحيتهم لوطنهم بالاضافة الى ولعه بالفن الإسلامي، إضافة إلى التناقضات الكثيرة التي تواجهه في العقيدة المسيحية.
قام بتأليف العديد من الكتب عن الإسلام، منها رحلة إلى مكة المكرمة والإسلام: البديل. تركزت العديد من كتبه ومقالاته على وضع الإسلام في الغرب، وبعد 11 سبتمبر على وجه الخصوص، في الولايات المتحدة. كما أنه أحد الموقعين على “مبادرة كلمة سواء”، وهي رسالة مفتوحة لعلماء المسلمين للقادة المسيحيين، تدعو إلى السلام والتفاهم.
لقد استجاب ويلفريد لنور الاسلام ولم تمنعه مراكزه الدبلوماسية من اعتناق الاسلام بعد ان تعرف على عظمة هذا الدين وسموه واحقيته بقيادة الحضارة الانسانية ، لم يكتف ويلفريد بالدخول الى الاسلام وتغيير اسمه ؛ بل انه طرح مشروعا فكريا لعودة الاسلام وريادته ووجوب عودته الى تسنم دوره الحضاري فجاء كتابه المهم الاسلام: البديل او كما جاء في بعض الترجمات الاسلام كبديل.
يقول مراد هوفمان: ن الإسلام لايطرح نفسه بديلاً اختياريا للمجتمعات الغربية بعد الصناعية , إنه بالفعل هو البديل الوحيد …هل من الممكن أن يكون القرن الحادى والعشرون هو قرن الإسلام ؟وهل من المتوقع أن يجيء الانبعاث من أوروبا ؟…الذى أراه أن الشواهد على ذلك كثيرة ,والشواهد على ضد ذلك أكثر!!! , وأنه سيكون صراع بين هذين الفريقين طيلة نصف القرن القادم على الأقل حتى تتبين ملامح الصورة. فمن الشواهد المؤيدة : الانفتاح الثقافى الواسع فى أوروبا الذى تلا الثورة الصناعية , إذ أنه لم تبق ثقافة مغايرة’’عاجزه’’ عن الدخول إلى المعترك الثقافى الأوروبي , فهناك اهتمام واسع الآن بالثقافات الشرقية, الصينية والفارسية والعربية , وكذلك بثقافة أمريكا اللاتينية وهذا الاهتمام بالثقافات المغايرة مصحوب بنهم فريد : سببه الانبهار بكل غريب وهذا المناخ الثقافي أزاح الحاجز المعرفي الذى كان يحول دون اطلاع الإنسان الأوروبى على الإسلام كما يقدمه معتنقوه .