مقال بعنوان: خير متاع الدنيا المرأة الصالحة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
خير ما ابتدئ به مقالي قوله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) رواه مسلم. من منطلق الحديث النبوي الشريف والدنيا ومغرياتها الكثيرة منها اختيار الزوجة وهي النصف الثاني المكمل للرجل وما ينبغي على المسلم من حسن اختيار المرأة الملائمة لشخصيته وطبيعة حياته وما ينبغي له وما يمنع منه فاختيار الزوجة له ضرورة في وقتنا المعاصر وما يمر به المسلم من فتن فيجب عليه أن لا يبتعد عن الاختيار السديد لشريكة حياته وما بينه الرسول (صلى الله عليه وسلم) من موصفات التي يرغب باختيار الزوجة بقوله (صلى الله عليه وسلم): ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين ترِبت يداك)) رواه البخاري. فالمال والحسب والجمال والدين): أربعة صفات التي يسعى إليها الرجل المسلم، ويطمع ويرغب ويسعى إلى الفوز بمن تتوافر فيها واحدة منها أو أكثر. وهذه المواصفات نسبية بين النساء ربما لا تجدها مجتمعة في امرأة واحدة ولكن اساس الاختيار هو الدين (فاظفر بذات الدين تربت يداك))، ومعنى ذلك المرأة صاحبة الدين التي تعينه على دينه، وتحفظه في دنياه على نفسه وماله، والتي تعينه على امور الدنيا والاخرة وتكون صادقة مع نفسها وزوجها في المقال والفعل، وهي صاحبة الاخلاق الحسنة البعيدة كل البعد عن كل خلق سيء، وتكون ملائمة للصفات الحسنة والمروءة التي يحب الرجل أن تكون شريكة حياته متصفة بها، وهذه مجتمعة بصاحبة العقل الراجح المتسمة بصفة الدين.
ولا ننسى الحسب والنسب: وهو من الأمور الهامَّة في عصر الفتن والمغريات، وهو أمر ضروري يجب أن نرغب به إذ اختيار الحسب والنسب للمسلم المشهور بالصلاح والعلم، والسمعة الطيبة، والذِّكر الحسن، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم)) صححه الحاكم أي لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر وتكلفوا في طلب ما هو خير الانساب وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور والمنبت السيء.
ومع الاسف الشديد في وقتنا الحالي نجد بعض الشباب بل الكثير يبالغون في شروط اختيار الزوجة والمواصفات الخُلُقية والخَلْقية التي يجب توفُّرُها فيها وما يمر به المسلم من فتن ومنزلقات الدنيا، ويتركون مع الاسف صفة الدين.
والواجب على المسلم الحرص على اختيار المرأة الصالحة، القانتة، الحافظة للغيب بما حفظ الله، وليس معنى ذلك أن يهمل الجمال وباقي المتطلبات، بل لا بد أن تكون مقبولة لديه؛ لتتحقق الأُلفة والمتعة والمودَّة، ولتعفَّه عن المنكرات.
مثلا الجمال والمال بدون الدين ومخافة الله تعالى نقمة، وليس نعمة؛ الجمال الخالي من الحياء والبعيد عن الدين والصلاح هو بلاء يبتلى به الزوج التارك للدين والحسب وهو لا يمكِّنه من تحقيق السعادة الزوجية أو السكن والمودَّة والرحمة.
ولا بد أن يكون بين الزوجيين تقارب فكري وتقارب بالسن، والتوافق هو القدرة الذهنيه بينهما وتقبل الاخر وهو مطلب اساسي من اهداف الزواج، وتقارب بالعمر فلا يكون بينهما فارق كبير، فإذا كان هناك فارق بالثقافة والسن بين الزوجين فلا بد من اختلافات كثيرة في وجهات النظر وطريق هذا الزواج الفراق مع الاسف الشديد.
واخيرا كلامي موجه للأولياء الامور والمختصين بهذا المجال ارشاد اولادنا وبناتنا لما فيه مصلحتهم من الالتزام بما جاءت به شريعة الاسلام السمحاء ورجاحة العقل في الاختيار السديد للطرفين. والسلام ختام
أ.د علي قاسم زيدان
قسم العقيدة والفكر الاسلامي
