مقال بعنوان: النفحات الايمانية والحكم الالهية في الحج
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه.وبعد
الحج ركن من أركان الإسلام وشعيرة من شعائره العظام دعا إليه رب العالمين وأوجبه على عباده المستطيعين نادى به نبيه الخليل(عليه السلام) فبلغ الله أذانه لعباده المؤمنين فتفتحت له أسماعهم فصاروا له مجيبين ،وفي جوده وعظيم كرمه آملين .
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله عن بعض السلف أنه وقف بالمزدلفة بالمشعر وقال والله الذي لا إله إلا هو لي ثلاثون عاما أسأل الله ألا يجعله آخر العهد بهذا الموضع وقد استجاب الله دعوتي وإني لأستحيي أن أسئله هذا العام فرجع فقبضه.
فيا لله كم دعوة كتب لصاحبها سعادة لا يشقى بعدها أبدا و كم دعوة كتب لصاحبها رحمة لا يعذب بعدها أبدا .
والحج عبادةٌ عظيمة فيها من الحِكم والفوائد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ومن هذه الحِكم : الحِكمة الأولى : أنه عبادة لله عز وجل :وكل عبادة لها مقصد عام ، هذا المقصد هو الخضوع والتذلل لله تبارك وتعالى .
الحِكمة الثانية : إقامة ذكر الله عز وجل : قال الله تعالى – : ( ليس عليكم جُناحٌ أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفاتٍ فاذكروا الله عند المشعر الحرام وذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضآلين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله أن الله غفور رحيم * فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ءابآءكم أو أشد ذكرا ) .
الحِكمة الثالثة: أن يستشعر الإنسان ما هو قادمٌ عليه من المصير :فحين يتجرد من ثيابه التي كان يلبسها يُذكره ذلك بالآخرة ، كأنه يُقال للإنسان إنك ستجرد من ملابسك وستودع هذه الدنيا .
الحِكمة الرابعة : إن في الحج اجتماع المسلمين :وهذا مقصد عظيم ، ففيه وحدة المسلمين وجمع كلمتهم ووحدة صفهم .
الحِكمة الخامسة : في الحج مغفرة الذنوب وابتغاء الثواب :وهذا أعظم ما يسعى إليه الإنسان فإن الرسول ? قال : (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة )) :
وقال صلى الله عليه وسلم ? : (( من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أُمه )) الحِكمة السادسة : إحياء سنة إبراهيم (عليه السلام) .
رزقنا الله تعالى واياكم حجه بيته الكريم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم