كلية العلوم الاسلامية تناقش رسالة ماجستير حول عِللِ التعبيرِ القُرآني في تفسيرِ التحريرِ والتنويرِ، لمُحمد الطاهرِ بن عاشور دراسةٌ تحليليةٌ
ناقشت كلية العلوم الاسلامية جامعة ديالى رسالة ماجستير الموسومة(علل التعبير القرآني في تفسير التحرير والتنوير، لمحمد الطاهر بن عاشور/ دراسة تحليلية للطالبة ( قبس وليد راشد) برئاسة الاستاذ الدكتور (علي عبد كنو ) والاستاذ المساعد الدكتور (فاضل احمد حسين ) عضوا والاستاذ المساعد الدكتور (ابراهيم عبد السلام ياسين ) عضوا والاستاذ الدكتور (عماد اموري جليل ) عضوا ومشرفا ً
يعد التعبيرُ القُرآني وجّهًا من وجوهِ الإعجازِ تحدى به اللهُ تعالى العربَ، على الرغمِ من فصاحتِهِم وبلاغتِهِم على أَنْ يأتوا بسورةٍ من مثلهِ أو بآيةٍ، وقد وقفَ كبارُ الصحابةِ منبهرين أمامَ بلاغتِهِ وفصاحتِهِ لما يجدونَهُ من روعةِ البيانِ وسحرِ الإتقان وقد خاطبَ العقولَ والقلوب فتمكنَ منها؛ لِمَ لا وهو كلامُ اللهِ آمنا به وسلّمنا لَهُ.
تضمنت الرسالك تمهيدًا وثلاثةَ فصولٍ تسبِقُها مُقدَمةٌ وتتلوها خاتمةٌ احتوت أَبرزَ نتائجَ الدّراسةِ فضلًا عن سردٍ بالمصادر والمراجع.
أَمّا التمهيدُ فهو (التعريفُ بتعليل والتعبير، وابن عاشور)، تحدثتُ فيه عن مفاهيمَ هذه المصطلحاتُ التي تُشكلُ عنوانَ الرسالةِ، وتوسعت الرسالة بذكرِ نُبذةٍ عن ابن عاشور، وأَبرز الدراساتِ التي تناولت تفسيرَهُ.
وتناولت الرسالة ثلاثة فصول الفصل الأَوّلُ (عللُ التعبيرِ على مستوى اللفظةٍ)، اشتملَ على ثلاثةِ مباحثَ، جاءَ المبحثُ الأَوّلُ بعنوانِ (إيثار اسمٍ على اسمٍ)، ذكرت فيه بعض الأسماء، مثل: إيثار (أحد على واحد)، وإيثار استعمال لفظة (الوجه) على جسم الإنسان، أَمّا المبحث الثاني فتناول (إيثار فعل على فعل) كإيثار استعمال (اسطاعوا) و(استطاعوا) في سياقها، وتناول المبحث الثالث (إيثار حرف على حرف)، مثل: تضمين (في) بمعنى (على).
أَمّا الفصل الثاني هو (علل التعبير في الأساليب البلاغية)، قسم على ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأَوّل (أسلوب التوكيد)، كالتوكيد في لفظة (دكًّا دكًّا) وغيرها من الموضوعات، ودرس المبحث الثاني (أسلوب التكرار)، كتكرار فعل (اصطفى)، وكُرِسَّ المبحث الثالث لدراسة بعض الموضوعات، منها: عطف الجملة الخبرية على مثلها.
وخُصص الفصل الثالث بدراسة (علل التعبير في فنون علم المعاني)، اشتمل على ثلاثة مباحث، درس المبحث الأَوّل (الالتفاف)، كما في (الالتفاف من الغيبة إِلى الخطاب)، وتحدث المبحث الثاني عن (التعريف والتنكير)، ومن أمثلته لفظة (السّلام) بين التنكير والتعريف، وتناول المبحث الثالث (التقديم والتأخير)، كالتقديم والتأخير في (الأرض على السّماء في سياقها).
وقد توصلت الباحثة إلى مجموعةٍ من النتائجَ لعلَ من أبرزها:
1. كشفتِ الدّراسةُ عن عقليةٍ فذةٍ في العصرِ الحديثِ تمثلتْ بهذا المفسرِ الكبيرِ الذي كدَ الذهنَ، وأعملَ الفكرَ، واجتهدَ في مواضعَ كثيرةٍ في تفسيرهِ.
2. كان لابنِ عاشور القدرةُ على التوليفِ بين الآراءِ وبناءِ بعضها على بعضٍ، والخروجِ برأيٍ جامعٍ مانعٍ مقنعٍ، كما في ترجيحهِ استعمالَ (الخُرطومِ) بدلاُ من الأنفِ.
3. ثمّةَ إشارةٌ مهمةٌ تفضي بإفادةِ ابن عاشور من السياقِ اللّغوي في تتبعِ المعاني الدقيقةِ في تعليلِ بعضِ المواضعِ، كما ورد في استعمالِ دلالةِ (يعلمونَ) و(يفقهونَ) في سورةِ الأنعامِ؛ لأَنَّ العلمَ هو: موافِقةٌ للحقيقةِ، والفقهُ هو الفَهْمُ، وقد جمعَ بين معرفةِ الحقيقةِ والفَهمِ في سياقِ سورةِ الأنعامِ.