مقال بعنوان : ملامح وصفات المدير والقائد الناجح
مقال بعنوان
ملامح وصفات المدير والقائد الناجح
القائد هو الإنسان المبدع الذي يأتي بالطُرق الجديدة؛ ليعمل على تحسين العمل وتغيير مسار النتائج إلى الأفضل ، والقائد الناجح هو الذي تظهر مهاراته في وضع وإعداد الخطة، وفي طريقة تنفيذها، وهو مُتميزٌ في بثّ روح الحماسة والمثابرة عند الآخرين.
ويُمكن معرفة القائد الناجح من خلال الصفات التي يتّصف بها، وهي بالإجمال كما يأتي:
1. العمل بمراقبة الله ، والخوف منه ، والاخلاص له ظاهرا وباطنا ، وهذا بلا شك هو أس النجاح ومرتكز الفلاح ، ونلحظ هنا ان العمل بمراقبة الله تنشأ ضميرا يقظا ،به يتمّ صيانة الحقوق من الضّياع، والمحافظة عليها، والتي تشمل حقوق الله في تأدية ما على الشخص من عبادةٍ وطاعةٍ، وحقوق الناس، بصونها، وحمايتها.
2. الالتزام الخُلقي: وهو أن يُراعي القائد الناجح المبادئ والقيم أثناء عمله ومسيرته نحو النجاح، فلا يُقدّم سرعة النجاح الدنيويّ على قيمهِ وأخلاقه ، ومنها طهارة القلب وسلامته من الأحقاد، والبعد عن الخُصومات والنزاعات مع الآخرين.
3. الصبر، وهذه أهمّ صفةٍ يجب أن يتّصف بها القائد إن أراد بلوغ الأهداف التي رسمها ، الاستماع الجيّد للآخرين ، وإتقان فن الحوار والإقناع.
4. علو الهمّة؛ فللقائد الناجح أهدافٌ واضحةٌ يسعى لتحقيقها، ومنهجه واضحٌ، ومقصده سليم، ومُعتقده طاهرٌ ، كذلك الثّقة الكبيرة بما لديه من قدرات وإمكانيّات ومبادئ: فالقائد الناجح يعرف ما لديه من نقاط القوّة، وتكون حافزاً وداعماً له في قيادته.
5. تجنّب النقد باستمرار، والتّقليل من العتاب؛ فالنفس البشريّة تنفر وتبتعد ممّن يُكثر انتقادها، ويجرح كبرياءها.
6. الصدق : من أهم صفاته أن يكون صادقا مع تابعيه، لا يكذب عليهم، كما أنه يخبرهم بالحقيقة طول الوقت، ويعرض عليهم جميع الأمور بكل شفافية.
7. الرحمة : وهي من أهم الصفات التي تميز المديرين وتجعلهم محبوبين من مرؤوسيهم، فيجب على الرئيس أن يرحم مرؤوسيه في الأعمال التي أوكلها لهم ، وكذلك لا يضغط عليهم بكثرتها أو بصعوبتها، وأن يقدر ظروفهم، وأن يساعدهم فيها إذا تطلب الأمر.
8. التحكم في النفس: فالمدير الناجح يحاول بقدر الإمكان أن يتحكم في أعصابه، حتى لا يؤذي أحدا من موظفيه، وإذا وجد خطأ من أحدهم استدعاه على الخصوص دون تجريح .
9. الدقّة والتنظيم والتّخطيط: فكلّ أعمال القائد مُنظّمة، وكذا وقته وأوراقه وأهدافه ، واما التّخطيط: فالقائد الناجح هو الذي يضع الخطط الصّحيحة والمدروسة للعمل ، والحرص على الالتزام بهذه الخطط ، لانه يعرف أنّ نجاحها يحتاج منه أن يُطبقها، ويلتزم بما جاءت به، ويعرف أنّها تحتاج إلى الوقت والجهد حتّى يُكتب لها النجاح.
10. التأثير في الآخرين: فالقائد الناجح يؤثّر في الآخرين، ويتواصل معهم بمهارة، ويوجّههم لتحقيق الأهداف المطلوبة.
11. صناعة الحدث والقدرة على اتّخاذ القرار المُهم: فالقائد الناجح لا ينتظر الأحداث بل يصنعها.
12. الرّؤية الثاقبة: فالقائد الناجح يستطيع أن يرى ما لا يراه الآخرون، كما انه يتقبّل النقد الذي يُوجّه إليه وإلى أفكارهِ المقترحة.
13. التحفيز: فالقائد الناجح يعتمد التحفيز عُنصراً أساساً في عمله؛ لبثّ روح الحماسة لدى العاملين معه.، فعلى كل مدير أن يحفز موظفيه ويشجعهم دائماً، لإخراج أفضل ما عندهم. ومن الممكن أن يكون التحفيز ماديا ، أو معنويا، مثل: كلمة طيبة تقال في حقه أمام باقي زملائه، أو أي وسيلة أخرى يراها المدير مناسبة لموظفيه.
14. الذكاء الاجتماعي والعقلي : فأما الاجتماعي ، فالقائد الناجح لديه المهارة الاجتماعيّة التي تُعطيه القدرة على التواصل مع الآخرين وإيصال ما لديه من أفكار، فهو مستمعٌ جيد، ومحاورٌ ماهر. وأما الذّكاء العقلي: وهذا لا يعني أنّ القائد يجب أن يكون عبقريّاً، بل أن يتمتع بذكاءٍ متوسط، يُعطيه القدرة على حلّ المشكلات التي تعترضه، واتخاذ القرار المُناسب في الوقت المُناسب.
15. استعمال الأصلح: فقد نبّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من علامات ضياع الأمانة توكيل الأمر إلى غير أهله، فعلى الإنسان إذا وُضع في موضع قيادةٍ أن يختار الأنسب والأصلح للوظيفة، ويترك الاعتبارات الأُخرى التي تُضيع الحقوق وتنتهك الأمانات.
16. الثّقافة: القائد إنسانٌ مثقف، على درجةٍ عاليةٍ من الوعي والثّقافة، يُطور من نفسه، ومن قُدراته، وإمكانيّاته، ومهاراته، بالقراءة والدورات التدريبيّة.
17. القوّة والشجاعة : وهي تنطلق من قوله تعالى: ((إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين )) ، وصفة القوّة تختلف باختلاف مكان الشخص وموقعه؛ فالقوّة في الحرب تظهر في الشّجاعة، والخبرة، وقدرة الشخص على القتال، أمّا القوّة في الحُكم بين الناس، فتظهر في علم الفرد ومعرفته بالعدل بين الناس، وقدرتهِ على تنفيذ الأحكام التي حكم بها. كذلك فان الشجاعة في اتخاذ القرار من أهم صفات القائد، ففي أحيان كثيرة لا بد من اتخاذ قرارات جريئة شجاعة للوصول إلى الهدف المنشود.
18. الأمانة : وهي تجمع الصّفات الآتية: مصداقيّة الشخص، واستحقاقه للثقة، ومبادرته في عمل المهام، وإنجازها بالشّكل المناسب،
19. الإتقان: هو أن يحرص الإنسان على أداء الأعمال التي كُلّف بها بشكلٍ متقنٍ ودون تقصيرٍ، وأن يبذل قُصارى جهده في إتمام هذه الأعمال، والقيام بها بشكلٍ صحيحٍ، فإذا استهان الإنسان وفرّط بالأعمال الصغيرة التي يقوم بها، فسيأتي يومٌ ويفرّط بما هو أكبر من ذلك.
20. عدم الاستغلال: يستغلّ كثير من الأشخاص مناصبهم أو مواقع عملهم لتحقيق مصالحهم الشخصيّة، أمّا القائد الناجح فعليه عدم استغلال ظروف العمل لصالحهِ، أو لمكاسب دنيويّة زائلة، أو أن يُعيق مصالح العباد، ويُضيع الحقوق.
21. الترفق في الخطاب وعدم إلقاء الأوامر : يحاول المدير الناجح بقدر الإمكان أن يكون صديقا لموظفيه، يتحدث معهم بحب وود، ولا يعطيهم أوامره في العمل فقط، إذ إن الموظفين ينفرون من إلقاء الأوامر، وكلمة أفعل ولا تفعل ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة في ذلك .
22. الشورى : من أهم صفاته أيضا أن يشاور موظفيه في العمل، وأن يأخذ برأيهم، ويستمع لهم في الأمور التي تتعلق بالعمل ، وبالتالي فإن هذا يرفع من مسؤولية الموظف للمكان الذي يعمل به، ويشعر بالانتماء له، ويقربه أكثر من مديره.
23. البساطة والتواضع : فالقائد الناجح هو الذي يتعامل مع مرؤوسيه وتابعيه ببساطة وتواضع ودون تكبر عليهم وكذلك بدون تلميح أنه أفضل منهم. إضافةً إلى أنه يتقبل آراءهم بكل حب، حتى لو كان هناك آراء سلبية عما يقوم به، أو أي نقد يتقبله بصدر رحب.
ختاما يبقى أساس نجاح كل عمل هو طلب مرضاة الله سبحانه وتعالى ، وإلا فلا قيمة فعلية لأي نجاح يمكن أن يتحقق.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أ.د.رعد طالب كريم
قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية