مقال بعنوان: سلسلة اشهر علماء محافظة ديالى
سلسلة اشهر علماء محافظة ديالى
محافظة دَيالى هي إحدى محافظات بلدنا الحبيب العراق التي دخلت الاسلام من وقت مبكر في خلافة الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ومن وقت مبكر مما جعل لها أثراً بارزاً في الجانب الثقافي والمعرفي من خلال علمائها من بين علماء الأمة خدمة المسلمين وغيرهم بهذه العلوم، فكما اشتهرت مدنها والكثير من قُراها بتنوع فواكهها وجمال طبيعتها إذ ذكر هذا كل من ترجم عنها، كذا تنوع ثقافة علمائها في أغلب الفنون حتى غدت ممن يرحل إليها لطلب العلم؛ لينهلوا من علمائها علماً ومعرفة ،بأن أذكر أشهر علماء مدن هذه المحافظة وقراها من خلال مقالات لعل الكثير من يجهل هذا وما أخرجت من علماء في الفقه والحديث والتفسير وغيرها من العلوم الذي انتفع بها البعيد قبل القريب، وما سأذكره هو ليس على سبيل الحصر؛ لأنه يحتاج إلى رسائل علمية كالماجستير إن لم نقل رسائل دكتوراه ، وأبتدأ في بعقوبة مركز المحافظة.
محافظة ديالى :
سميت على اسم نهر ديالى.
ودَيالى: بفتح أوله، وإمالة اللام: نهر كبير بقرب بغداد، وهو نهر بعقوبا الأعظم ، وهو نهر تامرّا بعينه.
و"تامَرّا": نهر كبير تحت بغداد شرقيها، مخرجه من جبال شهر زور ممّا يجاورها، وعلى شاطئ تامرّا باجسرا وبعقوبا، وهو يصبّ في دجلة تحت بغداد بأكثر من فرسخ، ويسمّى فم مصبّه فم ديالى، وكان ديالى هو اسم لآخر هذا النهر من النهروان إلى ما سفل، وسمّى أيضا الماء المالح.
اشهر مدنها هي بعقوبا .
تسمية بعقوبة جاءت من تسمية آرامية وتعني «بيت يعقوب». واستخدمت المدينة بمثابة مخيم للآشوريين اللاجئين الذين فروا من الإبادة الجماعية الآشورية،
وبعقوبة هي قرية كبيرة على عشرة فراسخ من بغداد، وهي كثيرة الأنهار والبساتين، واسعة الفواكه متكاثفة النخل، وبها رطب وليمون يضرب بحسنها وجودتها المثل، وعلى جنبي النهر سوقان، وعليه قنطرة، وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السّوقين، والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجسرا وغيرها من القرى، وبها عدة حمامات ومساجد.
ومن نسب إليها يقال له: البَعْقُوبي:
ويقول : لها العوام بايعقوبا، قاله السمعاني والحموي، وينسب إليها جماعة من أهل العلم.
وبعقوبا هذه هي التي ذكرها سعد بن محمد الصّيفي، وهو الحيص بيص، في رسائله السبع يسأل المسترشد أن يهبها منه وعوّض عنها بمال فلم يقبله.
تخرج منها فقهاء ومحدثين وأدباء وقصدها طلاب العلم من كل مكان، ومن أشهر علمائها:
منهم: أبو الحسن محمد بن الحسين بن حمدون البعقوبي قاضيها، روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي صاحب كتاب تاريخ بغداد، وقتل بحلوان في شهر ربيع الأول سنة(430هـ).
ومنهم: علي بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إدريس الروحاني البعقوبي الزاهد رحمه الله. (ت 619هـ) ، صحب الشيخ عبد القادر الكيلاني، وسمع منه، والشيخ علي ابن الهيتي، وكان شيخاً صالحاً، زاهداً، عابداً، متألهاً، كبير القدر من أعيان شيوخ العراق في زمانه .
ومنهم: نصر بن أبي السعود المظفر بن الخضر بن بطة. الفقيه، أبو القاسم البعقوبي، البغدادي، الضرير، الحنبلي. ( 643 هـ)، وكان فقيهاً، إماماً، مفتياً، مناظراً، أديباً، نحوياً، بارعاً في الخلاف والفقه، فحدث عن أبي الفتح بن شاتيل، وابن كليب، ومن مدنها التي تخرج منها علماء.
بُوَهْرِزُ:
ومن ينسب إليها يقال له: البُوهَرِزِي. وهي قرية كبيرة ذات بساتين، وبها جامع ومنبر قرب بعقوبا، روى بها قوم الحديث .
منهم: أبو الحسن علي بن عثمان بن عمر بن الحسين البوهرزي، ويعرف بابن القاضي، من أصحاب علي بن الهيتي".
قرية القِبة:
ومن اشهر علمائها: محمد بن أبي طاهر المؤمل بن نصر بن المؤمل، أبو بكر البعقوبي، توفي في جمادى الأولى ( 617 هـ)، ويقال له: القبابي نسبة إلى قرية قباب بقرب بعقوبا.
دخل بغداد مراراً؛ وسمع بها من أبي الوقت السجزي وغيره، وحدث، وروى عنه ابن النجار وغيره . وشيخه السجزي هو: شيخ الإسلام، مسند الآفاق، أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي (553هـ)، انتهى إليه علو الإسناد لصحيح البخاري".
وابن النجار هو الإمام، الحافظ، البارع، محدث العراق، مؤرخ العصر، محب الدين، أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن البغدادي (643هـ)، وهذا يدل على مكانة هذا العالم وشهرته حتى رحل إليه وأخذ منه ابن النجار وغيره.
وغيرهم من العلماء والأدباء يطيل ذكرهم لعل الله تعالى ييسر جمعهم في كتاب.
م.د عبد المحسن علي محمد
قسم الشريعة