مقال بعنوان: (الوسائل التعليمية في ظل التكنولوجيا الحديثة)
(الوسائل التعليمية في ظل التكنولوجيا الحديثة)
عندما نذكر كلمة التكنولوجيا فإننا دائما ما نذهب الى الاجهزة والمعدات الحديثة مثل البرامج المحوسبة والحواسيب المتطورة وغيرها من الاجهزة الالكترونية , وهذا الامر لا يعبر عن المفهوم بالدقة المطلوبة , ذلك ان التكنولوجيا لا تتحدد فقط بالحواسيب والاجهزة الالكترونية؛ لأنها وفي ابسط تعريفاتها تمثل التطبيق للمعرفة العلمية المنظمة في مواقف عملية معينة ,وهذا الامر يعني ان التكنولوجيا تشتمل على كل ما يمكن للإنسان ان يستعمله من اجل تحسين الاداء ويجعل ذلك الاداء اسرع واسهل وافضل .
وبما ان التكنولوجيا الحديثة قد انعكست على الكثير من جوانب الحياة اذا لم نقل كلها ,فان من تلك الجوانب هي الجانب التعليمي بكل مفاصله اذ تسعى تكنولوجيا التعليم الى توظيف كل ما هو متاح في مجال المعرفة والتعليم الانساني من اجل تطوير بيئة التعليم بما يعود بالنفع الى المؤسسة التعليمية والمتعلمين .
وتعد الوسائل التعليمية من اهم اركان المنهج الحديث لما لها من أثر مهم في تسهيل عملية ايصال الافكار والمعلومات الى اذهان المتعلمين، وبالتالي الوصول الى تحقيق اهدافنا التربوية المنشودة .
ان ظهور التقنيات الحديثة وتكنولوجيا التعليم جعلتنا نعيد النظر في الاليات المتبعة في توصيل المعلومة الى ذهن المتعلم , إذ إن هناك بالفعل طريقة جديدة للقيام بهذا الامر وبالتالي تحقيق اهداف التعلم بشكل افضل وايسر واكثر فاعلية , فعلى سبيل المثال لا الحصر كان المعلم يلجأ الى طريقة الشرح المجرد في الكثير من الاحيان؛ من اجل ايصال الفكرة الى الطلبة ويعود السبب في ذلك الى ان مصادر التعلم في حينها كانت محدودة بما لا يدع مجالا امام المعلم الا ان يعتمد الشرح والمناقشة لايصال المعلومة حول موضوع معين ,ولكن بعد ظهور التكنولوجيا ولا سيما تكنولوجيا التعليم اصبح من السهولة بمكان على المعلم ان يوضح تلك المعلومات بالطرائق المحسوسة ويزود الطلبة بالخبرات التعليمية والمعارف والمهارات بشكل اقرب ما يكون شبيها بالواقع الفعلي , فالوسائل التعليمية القائمة على تكنولوجيا المعلومات تزود الطلبة بخبرات ومهارات غنية حول موضوعاتهم الدراسية من خلال دمج المصادر والوسائل التعليمية بما يثري بيئة التعلم وذهن المتعلم وهذا الامر ينعكس بالإيجاب على المعلم ويجعله يؤدي مهمته بشكل اسهل وافضل؛ لان تكنولوجيا المعلومات والوسائل التعليمية القائمة عليها تعينه في توصيل الافكار والمفاهيم والمهارات والمعلومات بطريقة اجدى وافضل , ومن امثلة ذلك ما تتيحه خرائط الانترنت مثلا من مجال امام المعلم والمتعلم في اجراء زيارة الى مختلف بقاع العالم وبشكل مجسم وهم في غرفة الصف بدلا من اعتماد الشرح والحديث المجرد , وهذا الامر ينطبق على استعمال الكثير من التقنيات الحديثة والبرامج المحوسبة وما الى ذلك مثل استعمال اجهزة الداتاشو وبرامج البوربوينت وغيرها .
مما تقدم يتضح لنا الاثر الكبير للتكنولوجيا الحديثة وعلاقتها بالمنهج التعليمي واركانه ومنها الوسائل التعليمية التي ساعدت الطلبة وفتحت امامهم المجال واسعا في تنمية قدراتهم وامكاناتهم , إذ إن التكنولوجيا الحديثة جاءت بكثير مما يمكن ان يرتقي بالعلمية التعليمية وما من شانه ان يزيد من فاعليتها وفتح افاق وفضاءات واسعة امام المعلم والطلبة .
الدكتور : عمر هشام بهلول
كلية العلوم الاسلامية
قسم علوم القران والتربية الاسلامية.