مقال بعنوان: ((الاجتهاد المعاصر في المستجدات الفقهية ))
((الاجتهاد المعاصر في المستجدات الفقهية ))
الاجتهاد عبارة عن أداة أقرها الله سبحانه وتعالى في مجال الفقه؛ ليتسنى للفقيه، من خلال الإفادة منها في المصادر والمباني الرئيسة. للاستنباط، إن يوائم بين حركة الزمن ومتطلبات العصر وبين الفقه الإسلامي، فمن دون الإفادة من هذا العنصر ((عنصر الاجتهاد)) كونه الاشعاع الذي يزود الفقه بالطاقة والحركية والفاعلية، ولايمكن للفقه أن يواكب تطورات الحياة أو يستجيب للتحديات والإشكاليات، التي تفرضها عليه حركة الحياة من خلال النصوص المتوافرة في الكتاب والسنة، وبالتالي سوف يحكم على الفقه بعدم قدرته على حلّ المشاكل التي تواجه البشرية.
إنَّ إلغاء عملية الاجتهاد، في ضوء المباني الفقهية تجاه واقع الحياة المليء بالأحداث والمستجدات، له وقع الكارثة بالنسبة للشريعة وذلك؛ لأن الاجتهاد هو أساس الحركة التي يراد من خلالها تواصل الفقه مع مسيرة الزمن ومتطلبات العصر.
إنَّ الجهود التي بذلتها البشرية في مختلف نواحي الحياة أفرزت واقعاً مليئاً بالمستجدات، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال إن الإسلام بعيد عن هذه التطورات أو غافل عنها، ولذا نراه وبهدف الاستجابة للتطورات الحادثة حدد أصولاً عامةً وثابتةً، وأقر الاجتهاد كوسيلة وأداة تكون في خدمة هذه الأصول والقوانين الكلية، ومع الإفادة من الاجتهاد في مصادره لا تبقى هناك واقعة إلا ولها جواب، لكونها إما من فروع الأصول أو من مصاديق الكلام .
أ.م.د.أحمد عبود علون
كلية العلوم الاسلامية / قسم الشريعة