الاخوة والتعاون
الاخوة والتعاون
إنَّ الأخـوة هي اخوة منتجة تترتب عليها آثار عملية بالفعل فيستشعر المؤمن جدواها وفعاليتها عن الأخوة الايمانية فهي اخوة قائمة على أساس البر والتقـوى والتعاون والتعايش السلمي لان الاصلاح يؤدي الى علاج كثير من الممارسات الخاطئـة الى تفكك أواصر الاخاء وتستأصل الوئام ، قال تعالى: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )). فنعمة الاخاء قلبت حياة المؤمنين الاجتماعية رأساً على عقب ونقلتهم من حالة الكفر والعداء الى حالة الايمان والاخاء وشبه رسول الله ﷺ المؤمنين بالجسد الواحد فقال ﷺ ((مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى)). فأقر مبدأ التعاون بين الناس قال تعالى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) فحب المؤمن لأخيه المؤمن في الله من كمال الايمان ، فوجب على المؤمن ان يستشعر حال اخيه ويجعله بمنزلة النفس فيحب لأخيه ما يحب لنفسه قال ﷺ : (( لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )) ، فلذلك ان من آثار الايمان وحب الله هو الحب في الله وحي اهل الايمان وبغض الانحراف واهله ، قال الامام الصادق عليه السلام : (( لَا يَبْلُغُ أَحَدُكُمْ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ أَبْعَدَ الْخَلْقِ مِنْهُ فِي اللَّهِ ، وَ يُبْغِضَ أَقْرَبَ الْخَلْقِ مِنْهُ فِي اللَّهِ )) . ولذلك فإن كل الشرائع السماوية تقدم هذا المفهوم السامي والرائع للتكامل الانساني والعيش تحت هذا المبدأ.
بقلم
أ.د ايمان جليل ابراهيم
كلية العلوم الاسلامية