كلية العلوم الاسلامية تقيم حلقة نقاشية حول الدروس والعبر المستفيضة من غزوة بدر
اقام قسم علوم القرآن والتربية الاسلامية حلقة نقاشية بعنوان (الدروس والعبر المستفيضة من غزوة بدر )القاها الاستاذ المساعد الدكتور (صباح كريم محسن ) هدفت الحلقة الى بيان إن غزوة بدر الكبرى ليست حدثا تاريخيا ولى زمانه، ولكنها معلمة ومنار ينير للمسلمين في كل زمان طريق العزة والحياة الطيبة الكريمة طريق المنهاج النبوي تربية وتنظيما وهي معنى متجدد في الأمة متى قامت لتحق الحق وتبطل الباطل .
وتناول المحاضر خلال الحلقة ثلاثة محاور :
المحور الاول غزوة بدر حلقة من حلقات الدعوة النبوية وقال إن غزوة بدر لا يمكن عزلها عن السنوات الأولى من الدعوة، بل هي امتداد لها وحلقة من حلقاتها. فثلاث عشرة سنة في مكة فضلاً عن عامين في المدينة، كل هذه السنوات كانت كافية لتربية الصحابة عن طريق الصحبة المباشرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يجمعهم على الله تعالى في مجالس الذكر والعلم والإيمان في بيت سيدنا الأرقم بن أبي الأرقم في مكة المكرمة، والذي جمعهم من بعد ذلك في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
والمحور الثاني غزوة بدر و درس التخطيط والتنظيم وإن أبرز ما جاءت به غزوة بدر في شقها التنظيمي هو التأكيد على ناظمة الشورى، كونها مبدأً من مبادئ الشريعة وأصلاً من أصول الحكم، وناظمة أساس لبناء تنظيم منسجم متعاون يجسّد حقيقة المشاركة في الفكر والرأي، بما يخدم المصلحة. فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المؤيّد بالوحي استشار صاحبه في تلك الغزوة أربع مرّات، فاستشارهم حين الخروج لملاحقة العير، واستشارهم عندما علم بخروج قريشٍ للدفاع عن أموالها، واستشارهم عن أفضل المنازل في بدر، واستشارهم في موضوع الأسرى، وكلّ ذلك ليعلّم الأمة أن أمر الشورى ليس ترف استطلاع للآراء، ولكنه ضرورة ،خاصة في المواقف الحاسمة للأمة مهما كانت حكمة قائدها.
والمحور الثالث الأخوة في الله إن تلكم الرابطة القوية، التي التحمت فيها القيادة بجند الله، وتلك الصحبة المباركة التي أحكمت رباط قلوب جماعة المومنين، جعلت الطاعة للأمير ليست مجرد انضباط عسكري جاف، ولكنها ثمرة فؤاد وولاء صادق، وهذه الخصلة المباركة، كانت تطفو معانيها في صف عصبة المؤمنين المجاهدين بين الفينة والأخرى.