كُلِّيَّةُ الْعُلُومِ الاسلامية تُقِيمُ حَلْقَةُ نِقَاشِيَّةُ حَوْلَ التَّطَوُّرِ الدَّلَالِيِّ فِي الْأَلْفَاظِ

تمت الاضافة بواسطة: مصطفى عبدالاله # محاضرات وحلقات نقاشية
اقام قسم علوم القرآن والتربية الاسلامية حلقة نقاشية بعنوان (التطور الدلالي في الألفاظ)هدفت الحلقة التى القاها (م. ضرغام محمود احمد خلف ) الى بيان أهمية الظواهر اللغوية ومنها ظاهرة التطور الدلالي ، فيمكن من خلالها أن نتصور علما لسيكولوجية الشعوب الذي يقوم على اختيار التغيرات المختلفة التي تشاهد في اللغات التي يتكلمونها لاسيما بالمعنى ، وفي لغتنا الحبيبة يمكن ان نفهم مراد الله ومراد رسوله (صلى الله عليه وسلم ).
وقال المحاضر ان علم التطور يرتبط باللغة التي هي وسيلة للتواصل وهي مرآة للمجتمع حيث أن التطور الحياة يؤثر بشكل كبير على تطور اللغة أيضا فتطور دلالة الفاظ ظاهرة شائعة في كل اللغات ، وتميزت اللغة العربية عن غيرها من اللغات بثراء مفرداتها وغزارة تعابيرها ، وجاءت ظاهرة التطور الدلالي بمظاهر ، من أهمها رقي الدلالة : وهو غير المتسامي بتغير معان كانت اعتيادية أو ضعيفة أو وضيعة إلى معان قوية أو شريفة مثل : كلمة رسول كانت تعني المرسل ، ثم شرف معناها لتدل على الواحد من رسل الله ، وتخصيص الدلالة أوتضييقها : فهناك ألفاظ تدل على العموم أو الخصوص ، أو على الاجناس فتحدد وتخصص بقصرها على نوع معين أو على فرد معين ، فكلمة الحج إذ كانت تعني القصد ، فكان يقال حج إلينا فلان ، أي قدم ، ثم استقر استعمالها في القصد إلى مكة والحج إلى بيت الله ، وتعميم الدلالة أو توسيعها : وهو أن تتغير الكلمة التي كانت تطلق على الفرد ، أو نوع معين ، أو حالة خاصة ، فتصبح تطلق على أفراد كثيرين أو على الجنس كله فمثلا كلمة السفير الرسول والمصلح بين القوم ، يقال سفرت بين القوم إذا سعيت بينهم في الإصلاح ، وصارت اليوم تعني الممثل الساسي لدولة في عاصمة دولة أخرى وانحطاط اللفظة وانحدارها : وتعني تخلي اللفظة عن مرتبة متقدمة إلى مرتبة متأخرة بعد أن تفقد شيئا من هيبتها في أذهان الناس ، أو تفقد مكانتها بين الألفاظ التي تنال مراتب رفيعة في المجتمع ، فكلمة بهلول كانت تعني في الشعر العربي القديم الرجل الكريم الصفات ، ثم انحطت دلالتها فصارت اليوم تعني الرجل المعتوه الذي لا يدرك نتائج أفعاله.