مقال بعنوان : نفحات رمضانية
بسم الله الحمد لله وصلاة وسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .
فيا ايها الصائمون ما نزال على ظهر سفينة رمضان المبارك ننتظر ان تحط بنا في جزيرة الرحمن فننتهلَ من نهلها ونتعرض إلى نفحاتها وان من نفحات هذا الشهر المبارك :
١- هو ان الله ما شرع الصيام إلى لكف اللسان والجوارح عن المعاصي
قال النبي صلى الله عليه وسلم(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه)
فالصيام هو خلاف الصوم في اللغة قال تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ )
فالمقصود بالصيام هنا هو الامتناع عن الطعام والشراب وما يفسد الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس اما المقصود بالصوم فهو كف اللسان والجوارح عن المعاصي قال تعالى﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا﴾
٢-ومن نفحات الله تعالى في هذا الشهر هوان الله تعالى ما شرع الصيام إلى لتهذيب النفوس وتربيتها على الصبر والتحمل في مواجهة اعدائها وان من أبرز اعدائها النفس لأمارة بالسوء والشيطان قال تعالى﴿ إِنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ ) وقال تعالى ﴿وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبين )وهذا الشهر فرصة لمواجهة هذين العدوين ولا سيما ان الشياطين مسلسلة قال النبي صلى الله عليه وسلم( اذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة وغلِّقت أبواب النار وسلسلة الشياطين )
٣- ومن نفحات هذا الشهر المبارك اغتنامه لمغفرة الذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم(رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما )
وقال أيضا ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفرة الله له ما تقدم من ذنبه ) ومعنى الإيمان هوة إيمان العبد بأن الله قد افترض صيامه ، والاحتساب هوا احتساب العبد على الله أن يثيبه على صومه.
وقال صلى الله عليه وسلم (من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفرة له ما تقدم من ذنبه )فهلمة أيها الصائمون التائبون العابدون الحامدون الراكعون الساجدون إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض اوعدة للمتقين
ولا تقنطوا من رحمة الله قال تعالى({ قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ }
٤- ومن نفحات الله تعالى في هذا الشهر ان الدعاء فيه مستجاب قال النبي صلى الله عليه وسلم(لله عتقاء في كل يوم والليلة ولكل منهم دعوة مستجابة ) وقال صلى الله عليه وسلم( ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر ) وقال صلى الله عليه وسلم( ينزل ربنا تبارك وتعالى الى السماء الدنيا اذا بقي ثلث اليل الاخر فيقول هل من يدعونِ فأستجيب له هل من يسألني فأعطيه هل من يستغفرني فأغفرله)
يقول ابن عباس( هذا في غير رمضان اما في رمضان فيتنزل في الثُلُثَين الآخَرين من الليل ) والنزول يليق بذاته تعالى ليس كمثله شيء فلا ننفي ولا نشبه ولا نمثل ولا نعطل ولا نجسم بل نثبت ما اثبت الله تعالى لنفسه من صفات.
وان الله تعالى ذكرة اية الدعاء بين آيات الصيام قال ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾ لبيان أهمية الدعاء في هذا الشهر المبارك .
٥- ومن نفحاته أيضا العتق من النار
قال النبي صلى الله عليه وسلم( لله عتقاء في كل يوم واليلة ) فما اجمل ان تمشي أيها المسلم على الأرض وانت معتوق من النار وحريٌ بنا جميعا أن نتحرى إلى ما ذكرنا من نفحات قال النبي صلى الله عليه وسلم( ان لربكم في أيام دهركم نفحات أَلا فتعرضُ لها ) وفي الختام نسأل الله تعالى أن يكفَّ ألسنتنا وجوارحنا عن المعاصي وان يغفر ذنوبنا ما علمنا منها ومالم نعلم وإن يجعلنا ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا ويعتق رقابنا ووالِدينا من النار وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.