مقال بعنوان :المرأة المسلمة بين الثوابت والمتغيرات
مما لا يشك فيه عند كل مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن هناك ثوابت شرعية ترسم حياة الناس عموماً، ومن ذلك حياة المرأة على الخصوص وهي في الجملة كالآتي:
- اليقين التام بأن المرأة مخلوقة لله تعالى مكلفة مأمورة بعبادته وحده دون سواه كما أراد هو جل وعلا لا كما أرادت هي قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}الأعراف54 وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}الذاريات56.
- اليقين التام بأن الصورة التطبيقية لحياة المرأة المثالية هي ما كان عليه أمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن وأرضاهن. وعليه فإن المرأة المسلمة المعاصرة في اعتقادها وعباداتها ومعاملاتها وسلوكياتها بين أمرين:
الأول: إمكانية أتباع أمهات المؤمنين في ذلك كله أم لا فإن أمكنها ذلك فلا يخلو إما أن يكون المقتدى فيه واجب أم مستحب أم مباح فإن كان واجباً فالاقتداء فيه واجب وإن كان مستحباً فالاقتداء فيه مستحب.
ثانياً: إن كان مما لا يمكن الاقتداء فيه بالصحابيات مما هو محدث من المخترعات والوسائل الحديثة التي لم تكن في عهد الصحابيات والصالحات من بعدهن فإن المرأة المسلمة المعاصرة تقدم درء المفاسد على جلب المصالح، وتستفتي العلماء الراسخين في العلم المشهود لهم بالعدالة والصيانة والديانة.
- اليقين التام بأن ما شرعه الله من حقوق للمرأة هو قمة العدل والإحسان حيث ساوى بين الرجل والمرأة فيما يمكن فيه التسوية والاشتراك ومايز بينهما فيما يوجب ذلك باعتبار الخلقة والاستعدادات النفسية والجسدية قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}النحل90.
- إن ما نال المرأة من ظلم واستبداد قديماً وحديثاً ترفضه الشريعة الإسلامية وتنكره أشد النكير وتوجب تغييره، فكيف تلام وهي التي حمت حمى المرأة قديماً وحديثاً.
وبعد ذكر بعض الثوابت لا بد من النظر في المتغيرات التي حصلت في حياة المرأة المسلمة المعاصرة الآن وفي نواحي شتى لم تعد تلك الحياة البسيطة السهلة كما كانت لأخواتها من ذي قبل، بل طرأ عليها متغيرات عدة مركبة، ساهمت إلى حد بعيد في ملامح شخصيتها، و من أبرزها الآتي:
- خفاء جملة وافرة من أحكام الشريعة الإسلامية ذات المساس بحياة المرأة باطناً وظاهراً.
- سيطرة النزعة المادية النفعية على كثير من مناشط الحياة النسوية، فلم تعد المنفعة الأخروية حافزاً قوياً عند بعض النساء كما كانت عند الصحابيات رضي الله عنهن، كل ذلك جعل فئات من النساء تمارس سلوكيات وسمات غير محمودة شرعاً.
- ثورة الوسائط المعلوماتية المتعددة في العلم والثقافة والتربية والاجتماع بما تحمله من توجهات فكرية وسلوكية متباينة على المجتمعات، و قد لحق المرأة المسلمة المعاصرة نصيب وافر مما هو مؤثر في حياتها سلباً، لذا كان لا بد لها أن تقف بحزم وشجاعة إيمانية تنتقى من تلك الوسائط النافع في حياتها ومعادها.
لذا يجب على المرأة المسلمة المعاصرة إعادة النظر في الإفادة من وقت الفراغ واستحداث برامج عقلية وجسدية نافعة في الحياة الدنيا والآخرة، والتمسك بالثوابت والمحافظة عليها.
أ.م مثنى حميد شهاب