مقال بعنوان : أهمية العلم في الاسلام
حثنا الإسلام على طلب العلم. وقد أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالاهتمام بالتعليم والحرص على طلب العلم. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” صدق الله العظيم. وهنا الآية الكريمة تعبر عن دعاء لله أن يزيد الإنسان علم؛ لأنه أهم شيء في هذه الدنيا. فلم يطلب من الله زيادة المال أو زيادة الجاه أو زيادة في أي شيء. وذلك دليل واضح على أهمية العلم الذي ينير حياة الإنسان، وينقله من الظلمات إلى النور. وعلاوة على ذلك فإن العلم هو الذي يرشد الإنسان إلى الطريقة الصحيحة لعبادة الله وتعمير الكون. وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “طلب العلم فريضة على كل مسلم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قال صلى الله عليه وسلم” من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، يسر الله له طريقًا إلى الجنة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان صلّى الله عليه وسلّم دائمًا يقول: “إنّما بُعُثتُ مُعَلِّما”. وكل هذه الأحاديث النبوية الشريفة تعد دليلًا واضحًا على أهمية العلم، ومكانته في الإسلام. تابع أهمية العلم في الإسلام كما تدل على حرص النبي الشديد على العلم وعلى أهمية طلب العلم. وهناك موقف شهير يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التعليم. حيث إنه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر قد أسر عدد من كفار قريش. ومن المعروف عن الأسير أنه يمكن أن يفتدى بمبلغ من المال. ولكن هنا الوضع كان مختلف حيث إن الرسول جعل الكفار المتعلمين يفتدون أنفسهم عن طريق تعليم عشر أفراد من المسلمين القراءة والكتابة. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث دائمًا على تعلم المسلمين اللغات المختلفة. لكي يتعرفوا على الأمم الأخرى ويتعلمون منها، وكذلك يأمنون شر الأمم الأخرى بهذه الطريقة. وقد قال الله تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم. وهذا دليل واضح على مكانة العلماء والمتعلمين، وعدم مساواتهم بغير المتعلمين.وتظهر أهمية العلم للفرد إن العلم يعمل على الرقي بالإنسان، وتوسيع مداركه. وهذا يعود على فهمه وإدراكه واستيعابه بالنفع، ويؤثر عليه بالإيجاب. وعلاوة على ذلك فإن التعليم يجعل الفرد قادرًا على النظر إلى الأمور بموضوعية، وتحليلها بشكل أفضل. حيث يصبح المتعلم أيضًا قادرًا على رؤية الأمور من جميع الجهات والزوايا. ومن جهة أخرى فإن العلم يساهم في احترام الفرد لنفسه وتقديره لها، وكذلك كسب احترام الأشخاص المحيطين به. كما أن العلم يرفع من مكانة صاحبه كما ذكر في القرآن الكريم. وفي حالة استخدام العلم بالطريقة الصحيحة فإنه يعود بالنفع على الإنسان، ويهديه إلى الطريق المستقيم. ومن ناحية أخرى فإن الفرد عندما يحصل على العلم الجيد فإن هذا يجعله قادر على الحصول على عمل جيد. سواءً كان هذا العمل في وظيفة حكومية أو قطاع خاص. وبالإضافة إلى ذلك فإن العلم هو الذي يقوم بتطويع الطبيعة لخدمة الفرد، مما يسهل حياته. ,وتبرز أهمية العلم للمجتمع بما أن المجتمع يتكون من مجموعة من الأفراد. وبما أن التعليم يعود بالنفع على الأفراد وله أهمية كبيرة. فبالتالي فإن العلم له أهمية قصوى لدى المجتمع. حيث إن العلم يجعل المجتمع أفضل. وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
م.د عدنان حسن موسى
قسم العقيدة والفكر الاسلامي