مقال بعنوان : عمرو بن قميئة
عمرو بن قَمِيئة بن سعد بن مالك ابن ضُبَيعة؛ من بني بكر بن وائل؛ من بني ربيعة شاعر جاهلي قديم فقد كان معاصراً لحُجْر أبي امرئ القيس الكِنْدي الشاعر المعروف، ولما أراد امرؤ القيس السفر إلى بلاد الروم أخذه معه وهو شيخ كبير، فمات في الطريق، ولذلك لُقِّب: عَمْراً الضائع «لموته في غربة وفي غير أرَبٍ ولا مَطْلب». وهو الذي يخاطبه امرؤ القيس بقوله::
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونه
وأيقـن أنّا لاحقـان بقيصـرا
ويبدو أنه عُمِّر حتى تجاوز تسعين سنةً، آية ذلك قوله:
كأني وقد جاوزت تسعين حجَّةً
خلعتُ بهـا يوماً عِذارَ لِجامـي
وكان عمرو بن قميئة شاعراً فحلاً متقدماً، وكان شاباً جميلاً، حسَن الوجه، مديد القامة، حسن الشَّعر وكان بعض القدماء يرونه أشعر الناس، وهو من فحول الشعراء في طبقات ابن سلاَّم، إلا أنه كان مُقلاً من قول الشعر. وغلب على شعره مدح عمه والاعتذار إليه، مع شيء من الفخر وشيء من الحكمة والغزل ومن شعره:
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أرى
فكيف بمن يُرمَى وليس برامِ
وأهلكنـي تأميـلُ ما لسـتُ مدركاً
وتأميلُ عامٍ بعد ذاك وعـامِ
إذا ما رآنـي الناسُ قالوا ألـم تكن
جليداً حديثَ السن غيرَ كَهامِ
كأني وقد جاوزتُ تسـعين حجـةً
خلعتُ بها عني عِذارَ لِجامي
توفي الشاعر في العقد الرابع من القرن السادس وحقق ديوانه خليل ابراهيم العطية.
أ.م.د مضر محمود قميئة
قسم الشريعة
