مقالة بعنوان : فضل العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
مقالة بعنوان : فضل العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
وبعد :
يكفي العلم جلالة وفخراً أن الله سبحانه قد جعل للعلم مكانة عظيمة وفضل ، وجعل للعلم أعلى شرف، وأول منة امتن بها على ابينا آدم عليه السلام بعد خلقه وإبرازه من ظلمة العدم إلى ضياء الوجود، فقال سبحانه في أول سورة أنزلها على نبيه محمد صلى الله عليه وآله:﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ سورة العلق ، آية ٥١ ، فتأمل كيف افتتح كتابه الكريم بنعمة الإيجاد، ثم أردفها بنعمة العلم، فلو كان ثمة منة أو توجد نعمة بعد نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصه الله تعالى بذلك،وقد ذكر الرازي في تفسيره ، في وجه التناسب بين الآية المذكورة في صدر هذه السورة التي قد اشتمل بعضها على خلق الإنسان من علق، وفي بعضها تعليمه ما لم يعلم، ليحصل النظم البديع في ترتيب آياته : إنه تعالى ذكر أول حال الإنسان، وهو كونه علقة، ، واوصله الله تعالى الى هذه الدرجة من العلم وهذا، إنما يدل ان العلم له فضل عظيم ، وحصر سبحانه وتعالى الخشية في العلماء، فقال:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ سورة فاطر ، آية ٣٥ ،:
وفي هذه الآية الكريمة أدلة كثيرة عن فضل العلم والعلماء:
منها: دلالتها على أن العلماء هم أهل الجنة، وذلك لأن العلماء من أهل الخشية، ومن كان من أهل الخشية كان من أهل الجنة فالعلماء من أهل الجنة، فبيان أن العلماء من أهل الخشية قوله تعالى:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾
وقرن سبحانه وتعالى أولي العلم بنفسه وملائكته، فقال:﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ﴾. سورة آل عمران ، آية ١٨ ،،
وقال تعالى:﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ سورة المجادلة : آية ١١،
وقال تعالى مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم آمراً له مع ما آتاه من العلم والحكمة:﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ سورة طه : آية ١١٤ ،
وورد في السنة النبوية الشريفة عن فضل العلم :
للعلم فضله الخاص في الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى افترض طلبه على كل مسلم، فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم" سنن الترمذي ج٤ ، ص ١٣٧ ،
ومن الروايات التي تدل على فضل طلب العلم.
1. عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :"من طلب علماً فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلاً من الأجر" سنن ابن ماجه ج١ ، ص ٨٨2
2 .وعنه صلى الله عليه واله وسلم :"إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" احياء علوم الدين : ج١ ، ص٨ .
فقد جعل الله أجرا عظيما لطالب العلم بأن اكرمه ان تحفه الملائكة أجنحتها .
.3 وعنه صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينفع به، أو ولد صالح يدعو له". سنن الترمذي : ج ٥، ص ٥٠ . "خير ما يخلف الانسان علم ينتفع به فيكون أجره مستمرا له حتى بعد مماته لأن فيه نفع للبشرية..
هذا ما ورد في فضل العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية فله فضل عظيم بعد فضل الله سبحانه وتعالى على الانسان والعلم أيضا من فضل الله سبحانه وتعالى ليميز به الانسان عن سائر المخلوقات ندعوا الله سبحانه و تعالى دائما الزيادة في العلم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا…
أ.د..وضحة عليوي صالح
كلية العلوم الإسلامية
قسم العقيدة والفكر الإسلامي