مقال بعنوان : الجائزة الكبرى
مقال بعنوان : الجائزة الكبرى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين.
لا يخفى على كل مسلم ما حظيت به ليالي العشر الأواخر من رمضان من فضل وشرف, كيف لا وقد خصها الله جل وعلا بليلة هي خير من ألف شهر قال تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾
وتذكر أنت الآن في مضمار السباق، الحواجز فيها هي المغريات والخطايا والمعاصي، مضمار السباق مكتظ بالملائكة المسبحين لله، المستغفرين، وأنت أحد المتسابقين في هذا السباق ، والتنافس شديد والسباق قد دخل في مرحلته الأخيرة، ولم يبقَ من رمضان إلا الشيءُ اليسير، حتى نتعرف على الفائز بالجائزة الكبرى "العتق من النار".
فلا تكون ممن أعرض عن السباق، أو تخاذل فيه قبل نهايته، أو انسحب منه وقد بلغ ذروته؟
إن الاقتراب من نهاية شهر التوبة والغفران، يجب أن يكوِّن فينا مزيدًا من التضحية والثبات، وبذل جهد أكبر؛ حتى نصل إلى خط الوصول "رضى الله والتقوى" مع الفائزين بالعتق من النيران، الفَرِحين بما آتاهم الله من فضله.
وتذكر ان هناك جائزة "الكأس" لهذا السباق: فقد جرت العادة في كل سباق أو تظاهرة ان تُختم بجائزة مادية أو معنوية، ولله المثل الأعلى، فالله – جل وعلا – أكرم الأكرمين، لم يخرج بنا عن التقاليد الإنسانية؛ حيث جعل لنا في نهاية شهر رمضان ليلةَ القدر، وهي في الوتر منه، فمن صادفها بالحرص والاجتهاد؛ فقد فاز فوزًا عظيمًا، وهي تضاهي عبادة ثمانين ونيِّف سنة (حوالي 84 سنة).
فلا تفرط في هذه الجائزة الغالية جدًّا، التي لا تقدر بثمن مهما بلغت عبادتنا لله طوال حياتنا، فحرص على قيام ليلها، واشغلها بالذكر، وقراءة القرآن، والتضرع إلى الله بالدعاء لنفسك ولجميع المؤمنين.
وتذكر قوله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
م.م مصطفى ابراهيم العاني
قسم علوم القرآن والتربية الاسلامية